أعاني من ضغوط نفسية سببت لي الرهاب.

0 382

السؤال

السلام عليكم..

أولا: أشكرك - يا دكتور محمد - على إجابتك لاستشارتي برقم (248343) شكرا جزيلا، وأسأل الله لكم التوفيق على الجهد العظيم، فقد بدأت بأخذ العلاج الذي وصفته لي، وأشعر بتحسن والحمد لله، ولكن لا زال يوجد عندي نسبة من الرهاب.

فهل أكتفي بأخذ البروزاك للاكتئاب والرهاب؟ أم تنصحني بإضافة دواء آخر؟ وما رأيك في نوع اكتئابي؟ لأنه أصابني خوف وهلع بسببه، وأخاف أن يستمر معي دائما، ويؤثر على حياتي فيما بعد. وأنا عمري الآن 25 سنة.

أما الشيء الثاني: فعندي مشكلة قد تكون غريبة، وقد بدأت عندي من بداية الضغوط النفسية؛ التي سببت لي الرهاب، وهي أني أخاف على شكلي مع أني وسيم؛ لأن المشاكل النفسية قد غيرت من معالم وجهي، وأصبحت أبدو أكبر سنا، ودائما أنظر في المرآة، وأتفحص شكلي وأرى إلى أي درجة من التشوه قد وصل، وأنا أقصد هنا الخدود والفم.

وأحاول دائما أن أتناسى ذلك؛ لأن التفكير في ذلك سوف يزيد وجهي تشوها، وأصاب بصداع شديد، وهكذا الحال يوما بعد يوم، وأعيش في قلق كبير.

أرجو أن تنقذني - يا دكتور - من هذا الوضع الذي أعيش فيه، وأشكرك كثيرا على مساعدتك، وأنا أدعو الله لك بالتوفيق، وأن يجعل جهودك الكبيرة في ميزان حسناتك وفي أمان الله.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أ.م حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فجزاك الله خيرا على تواصلك مع استشارات الشبكة الإسلامية وعلى ثقتك في شخصي الضعيف.

الحمد لله يا أخي الذي من عليك بالتحسن، فالحقيقة أنا على ثقة تامة بإذن الله أن هذا التحسن سوف يستمر، وسوف يكون أكثر قوة وتدعيما.

البروزاك يعتبر من الأدوية الجميلة جدا، وهو ممتاز لعلاج الاكتئاب، وحتى أنه يساعد أيضا في علاج المخاوف والرهاب لدرجة معقولة.

الاستمرار في الدواء هو الأساس، وأنا حقيقة لا أحبذ كثيرا أن نضيف أو نكثر من الأدوية، ولكن هنالك دواء بسيط يعرف باسم بوسبار، يمكنك أن تتناوله بجرعة 5 مليجرام صباحا ومساء لمدة ثلاثة إلى أربعة أشهر، هذا الدواء يقلل من القلق والتوتر، وهنالك دراسات تشير إلى أنه يدعم البروزاك وقد يزيد من فاعليته، لا بأس من أخذ هذا الدواء، ولكن سيظل البروزاك هو العلاج الأساسي لحالتك يا أخي.

أما بقية الأعراض التي تنتابك والتي ذكرت أنها نتجت من الضغوط النفسية، فيا أخي ما هي إلا ما يعرف بقلق التوقع، أي أن الإنسان يتوقع أمورا ربما لا تحدث مطلقا، ولكن يعيش تحت هذا القلق، ونحن نعرف تماما أن الإنسان يقلق من مرضه، ويقلق حتى من العلاج، ويصاب أيضا بالقلق حين تتحسن حالته، ويسأل نفسه إلى متى سوف يستمر هذا التحسن، وهل سوف تحدث لي انتكاسة أخرى أم لا، أرجو يا أخي ألا تهتم مطلقا لهذه الأفكار، فالحمد لله أنت الآن بدأت في التحسن، وهذا شيء عظيم، وأنا ثقة كاملة أن هذا التحسن سوف يستمر بإذن الله تعالى، كما أن العلم يسير في تقدم -الحمد لله-، وتأتينا من وقت لآخر أدوية أكثر فاعلية وأكثر سلامة؛ وهذه نعمة كبيرة من عند الله تعالى.

كما أننا نعرف علميا أن في مثل حالتك سوف يزداد النضوج النفسي لديك باستمرار العمر بإذن الله، فأنت الآن لازلت في سن الشباب الأولى، والحمد لله ونسأل الله أن يطيل عمرك في عمل الخير، سوف تجد أنه بتقدم العمر قد ابتدأت هذه الأعراض تنتهي وتختفي؛ لأن النضوج النفسي دائما يؤدي إلى أثار إيجابية بالنسبة للصحة النفسية.

بالنسبة لما وصفته لتشوه الوجه، يا أخي! أرى أن هذه حساسية مفرطة بالنسبة لك، أنت يا أخي لا تكثر من التأمل في تقاطيع وجهك، أنت الحمد لله جيد في خلقك وفي طبعك، وأنا متأكد في كل سماتك وحتى في شكلك، لا تكن حساسا مطلقا، ونحن دائما يهمنا الجوهر ولا تهمنا المظاهر أو الشكل، وإن كنت لا أرى أن شكلك معيوبا حتى وإن كنت لم أرك يا أخي.

لا تدخل نفسك أبدا في مثل هذه الأوهام مطلقا، وصدقني أن الناس لا تلاحظ أشكال الناس بنفس الحساسية التي يعتقدها من هو مصاب بالتوهم فيما يخص شكله، أستعمل كلمة التوهم وأنا أعتذر لك ولا أقول أنك متوهم، ولكن الإنسان إذا أصر ودائما ينظر إلى شكله ويتدقق في هذه وتلك، لابد أن ذلك يمثل شاغلا نفسيا قد يرقى إلى درجة التوهم.

أرجو ألا تهتم بهذا الأمر تماما، وعليك الاهتمام بالجوهر، والجوهر هو أنت وخلقك وسماتك الطيبة، وتواصلك مع عباد الله بالتي هي أحسن.

وبالله التوفيق.


مواد ذات صلة

الاستشارات