كلما عدت إلى المنزل أشعر باكتئاب شديد!

0 42

السؤال

السلام عليكم.

لم أكن أصلي منذ سنوات طويلة إلى أن ابتلاني الله بابتلاء عظيم منذ شهرين، ودائما أحمد الله على هذا الابتلاء؛ لأنه ردني إليه، وأصبحت مواظبة على الصلاة، والأذكار، وقراءة القرآن يوميا، وأجاهد نفسي لأصلي النوافل.

أنا ما زلت على هذا منذ شهرين -الحمد لله-، ولكن منذ ٣ أسابيع بدأت أشعر باكتئاب شديد، ودائما ما أشعر بغصة في صدري وضيق شديد، وأبكي طوال الوقت، ولم يعد لدي القدرة لأقوم بأي شيء يوميا، ولكن أحاول قدر الإمكان ممارسة حياتي بشكل طبيعي، ولكن من داخلي أشعر بتعب نفسي شديد، ولم أعد أعلم ما السبب.

غالبا ما ينتابني هذا الشعور عند عودتي إلى المنزل، وعندما أقوم إلى الصلاة أشعر بتعب شديد عكس إقامتها في أي مكان آخر خارج المنزل، ولا أعلم ماذا أفعل في هذا الشعور الذي يأكلني من الداخل، فأنا أدعو الله دائما أن يصرف عني هذا؛ لأنني أشعر أنه ابتلاء بسبب ذنوبي، وكلما دعوت الله أثناء الصلاة انهمرت أكثر في البكاء، وزاد الضيق والتعب في قلبي، وكلما حاولت أن أذكر الله على مدار اليوم سواء من تسبيح أو حمد أو تكبير، شعرت بثقل كبير في قلبي، وكل هذا يتعبني كثيرا.

آسفة جدا على الإطالة، وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Tasneem حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أختي الكريمة، أولا: أود أن أعبر عن تقديري لصبرك واستمرارك في التقرب إلى الله -عز وجل- رغم التحديات التي تواجهينها. التزامك بالصلاة والأذكار وقراءة القرآن يوميا هو في حد ذاته دليل على قوة إيمانك وعزيمتك.

من الطبيعي أن يمر الإنسان بفترات يشعر فيها بالاكتئاب أو الضيق، خاصة بعد تجربة محنة كبيرة أو ابتلاء، قد يكون شعورك بالتعب والضيق داخل المنزل ناتجا عن عوامل نفسية أو بيئية تحتاجين لاستكشافها والتعامل معها، وإليك بعض النصائح التي قد تساعدك في هذه المرحلة:

1. من المهم أن تستمري على ما أنت فيه من خير، وألا تستسلمي، فالشيطان حريص على أن يضع العوائق أمامك، ويصرفك عن الطاعة، ومن ذلك أنه يلجأ لتحزين الإنسان، قال تعالى: ﴿إنما ٱلنجۡوىٰ من ٱلشیۡطـٰن لیحۡزن ٱلذین ءامنوا۟ ولیۡس بضاۤرهمۡ شیۡـٔا إلا بإذۡن ٱللهۚ وعلى ٱلله فلۡیتوكل ٱلۡمؤۡمنون﴾ [المجادلة ١٠].

2. حاولي تغيير جو المنزل بطرق بسيطة مثل ترتيب الغرفة، إضافة نباتات، تغيير الإضاءة، أو تشغيل القرآن الكريم في الخلفية.

3. تحدثي مع شخص تثقين به عن مشاعرك، أحيانا مشاركة ما بداخلنا يخفف من الأعباء النفسية.

4. جربي ممارسة التأمل والتفكر في خلق الله، وتذكر نعم الله، لمساعدتك على تحقيق السكينة والطمأنينة، قال تعالى: ﴿ٱلذین یذۡكرون ٱلله قیـٰمࣰا وقعودࣰا وعلىٰ جنوبهمۡ ویتفكرون فی خلۡق ٱلسمـٰو ا⁠ت وٱلۡأرۡض ربنا ما خلقۡت هـٰذا بـٰطلࣰا سبۡحـٰنك فقنا عذاب ٱلنار﴾ [آل عمران ١٩١].

5. ممارسة الرياضة، تناول غذاء متوازن، والحصول على قسط كاف من النوم يمكن أن يحسن من مزاجك ويقلل من التوتر.

6. حاولي تقليل التفكير في الماضي والقلق بشأن المستقبل، وركزي على اللحظة الحاضرة.

7. حافظي على صلاتك وأذكارك، فهي مصدر قوة وتعزية في أوقات الشدة.

8. ادعي الله تعالى بالأدعية المأثورة لرفع الهم والغم، مثل دعاء (اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك ناصيتي بيدك، ماض في حكمك، عدل في قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحدا من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي، ونور صدري، وجلاء حزني، وذهاب همي).

إذا قمت بكل هذه الخطوات واستمرت معك أعراض الاكتئاب، فلا بأس من إجراء اختبار أو تقييم لمستوى الاكتئاب لديك، سواء في العيادة النفسية، أو بطريقة شخصية، حيث تقومين بالإجابة عن أسئلة تقييم الاكتئاب، وهناك عدد من الاستبيانات والاختبارات المتعلقة بتقييم الاكتئاب، من أشهرها مقياس بيك للاكتئاب.

أما بخصوص شعورك بالضيق الزائد في البيت، وانخفاضه خارج البيت، فلعل هذا مرتبط بأحداث معينة تتعلق بهذا الأمر، فلا داعي للقلق.

تذكري دائما أن الله تعالى لا يكلف نفسا إلا وسعها، وأن مع العسر يسرا، وأدعو الله لك بالشفاء من هذا الضيق، وأن يرزقك السعادة والطمأنينة.

مواد ذات صلة

الاستشارات