السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عمري 31 سنة، تخرجت طبيبا، ونلت درجة الماجستير، وأبحث عن عمل منذ 11 شهرا، ولكني لم أوفق حتى الآن.
مشكلتي أنني معجب جدا بفتاة منذ أكثر من سنة، وهي ذات دين، وحسب، وفي منتهى الأدب، والاحترام، والجمال، وأريد منذ مدة أن أتقدم لخطبتها، لكنني كنت أؤجل الأمر حتى أجد عملا، فهل يجوز لي أن أتقدم لخطبتها وأنا لا أملك أي مال تقريبأ؟ مع العلم أنه ليس هناك أي تواصل بيني وبينها.
وجزاكم الله خيرا، وبارك الله فيكم، وأحسن إليكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مشعل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك –ولدنا الحبيب– في استشارات إسلام ويب.
أولا: نسأل الله تعالى أن ييسر لك عملا صالحا، ويكفيك بحلاله عن حرامه، ويغنيك بفضله عمن سواه.
وقد أحسنت –أيها الحبيب– حين أخذت بالأسباب، فتعلمت، وتخصصت في مجال نافع تنفع به نفسك، وتنفع به مجتمعك، وسيجعل الله سبحانه وتعالى لك من أمرك يسرا ما دمت متقيا لله، فخذ بأسباب الرزق، أو بعبارة أدق: استكمل ما بقي من أسباب الرزق وتفقدها، وما فيها من جوانب النقص فاستكمله، وسترى من ربك خيرا كثيرا -بإذن الله تعالى-.
فنوصيك بتقوى الله تبارك وتعالى؛ فإنها السبب الأعظم لنيل الأرزاق، كما قال الله عز وجل: {ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب}، فتفقد فرائض الله تعالى عليك، سواء كانت فرائض فعل، أو فرائض ترك، وبادر إلى التوبة من ذنوبك، واستغفر ربك كثيرا؛ فإن هذا عمل صالح ينفعك الله به على كل حال، سواء كنت أذنبت، أو لم تذنب، وقد قال الرسول -صلى الله عليه وسلم- محذرا من الذنوب: (إن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه)، فالاستغفار في مقابلة الذنوب يفتح أبواب الأرزاق، كما قال الله تعالى: {فقلت استغفروا ربكم يرسل السماء عليكم مدارا * ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا}.
وأما ما سألت عنه –أيها الحبيب– من شأن الخطبة لهذه الفتاة، مع كونك لا تملك مالا:
فالحكم الشرعي أنه يجوز لك أن تخطب هذه الفتاة، وليس من شرط الخطبة أن تكون مالكا للمال، ولكن هل سترضى هذه الفتاة أو لا ترضى هذا موضوع آخر.
أما أنه يجوز لك أن تخطبها فيجوز، وإن كنت تخشى أن تتزوج هذه الفتاة وأنت متعلق بها، وتأمن أن تجد عملا قريبا تقدر من خلاله أن تتزوجها، فننصحك بأن تتقدم لخطبتها، ثم الله تعالى يقدر ما يشاء، فإذا عجزت، فيمكنك أن تعتذر بعد ذلك، ونصيحتنا لك أن تكون معهم واضحا، فتضع الصورة كاملة بين أيديهم، وليس في ذلك تغريرا لهم، وهم سيتخذون القرار الذي يرونه مناسبا.
نسأل الله تعالى أن يقدر لك الخير، وييسر لك الأمر.
ونختم –أيها الحبيب– بالثناء على ما ختم به سؤالك، وهو عدم تواصلك مع هذه الفتاة مباشرة، فهذا من خير ما وفقك الله تعالى إليه، وننصحك بأن تبقى على هذا؛ فإن فتح باب العلاقات بين الرجال والنساء قد يستغله الشيطان للاستدراج لما لا يجوز شرعا، وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء)، فننصحك بالبقاء على هذا، وإذا احتجت إلى التواصل بهذه الفتاة فيمكنك أن تتواصل بها عن طريق بعض محارمك من أخواتك، عماتك، خالاتك، أمك، ونحو ذلك.
نسأل الله سبحانه وتعالى أن ييسر لك الأمر، ويقدر لك الخير.