أريد أن أرضي ربي في موضوع العلاقات الاجتماعية، فكيف ذاك؟

0 38

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أيها الأفاضل الكرام: أشكركم على ردودكم السابقة، فقد استفدت منها ولطالما وثقت بنصائحكم وإرشاداتكم، وبعد..

أنا فتاة شخصيتي انطوائية وهادئة الطباع بالفطرة، وعانيت في السابق من حالة أقرب ما تكون رهابا اجتماعيا، وتجاوزته -بفضل الله-، وأصبحت أقل خجلا من السابق.

مشكلتي ليست حول كره شخصيتي الانطوائية، فأنا أحبذها بشدة، إلا أنني تدبرت الدنيا بعقل واع بعيدا عن ميولي، ووجدت أن ديننا يحثنا على العلاقات الاجتماعية، وقرأت الأحاديث الواردة في فضل: صلاة الجماعة، الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، حب المسلمين لبعضهم واتحادهم، وغيرها الكثير، ومن هنا فقد وددت أن أرضي ربي من هذا الجانب، وأن أحافظ على حياة اجتماعية صحية، ولكن كيف السبيل إلى ذلك وأنا محبة للعزلة؟

لأجل ذلك، خصصت تحديات لنفسي، ونجحت في أغلبها، وكونت صداقات مختلفة لكني تعبت، فالأمر مرهق للغاية، وما زلت أخجل وأفكر في ناحية كيف أسير؛ هل بذراعين منبسطين؟ أمن الخطأ السير بذراعين مضموتين؟ ونحو ذلك.

أيضا، معاناتي ترتكز حول كوني مختلفة، فكلما أجد زملائي يكثرون الكلام أشعر بالفشل، أفكر وكأن كثرة الكلام ميزة، ولا أعرف سبب ذلك الإحساس.

إن كل ما أسعى إليه هو نفع الناس وإفادتهم من كوني أكثر انفتاحا معهم، والحفاظ على حياة اجتماعية صحية مرضية لله، فأخبروني من فضلكم بممارسات وتحديات يومية تحقق لي ما أرغب، فما وضعته لنفسي غير واضح، وحضراتكم أصحاب خبرة، فسأكون شاكرة لإنارتكم طريقي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Wither حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله تعالى لك الصحة والعافية.

أولا: الحمد لله أنك تغلبت على مشاكلك السابقة، وأنك فكرت فيما يرضي الله سبحانه وتعالى فيما يتعلق بالعلاقات الإنسانية.

ثانيا: العلاقات الاجتماعية لا شك أن لها فوائد إذا استخدمت بالطريقة الصحيحة التي تحقق للشخص مصالحه الدينية والدنيوية، ولكن ينبغي أن تكون موزونة، بحيث تعطي وتساعد في الصحة النفسية والاجتماعية للشخص، ولا تأخذ وتسلب منه ما يتمتع به في حياته.

والتوسط في كل سلوك لا شك أنه يريح المرء، بحيث لا يكون هنالك ضرر ولا ضرار، وهذه هي من القواعد الفقهية للشريعة الإسلامية.

ثالثا: أبواب الخير كثيرة ومتعددة -الحمد لله-، والمسلم يختار ما يتيسر له، فمن الناس من يجد باب العبادة، مثل: (الصلاة أو صيام النفل) أسهل له، ومنهم من يجد مساعدة الآخرين وقضاء حوائج الناس ميسرة له أكثر من بقية الأعمال الخيرية، فيكون ذلك نهجه وسلوكه الذي ينتهجه أو يسلكه في حياته.

وكلما أدى المسلم الطاعة برضا وإخلاص كان ذلك أفضل من أن يؤديها بمشقة، إن لم تكن واجبة، فأنت مطالبة بصلة الأرحام، وبإسداء المعروف للأقرب فالأقرب، وما زاد على ذلك قد يكون نفلا، فالأولوية للواجبات أولا، ثم السنن، ثم للمندوبات كما تعلمين، فليكن هذا هو المقياس بالنسبة لك حتى لا تشعري بالتقصير أو المشقة في عمل الخيرات.

وأخيرا نقول: حافظي على علاقاتك مع الآخرين بجناحي الاعتذار والتسامح، أي: اعتذري إذا أخطأت أو قصرت في حق الآخرين، وسامحي إذا أخطأ أو قصر الآخرين في حقك.

والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات