السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عمري 21 سنة، تمت خطبتي لابن عمتي قبل سنتين، والذي يكبرني بسنتين، عمره الآن 23سنة، فقد تقدم لخطبتي من والدي، إلا أننا لم نقم بعمل حفل الخطوبة لصعوبة ظروفه المادية؛ لأنه لم يكن يعمل وقتها.
والدي عمل له فيزا استقدام لإحدى الدول الخليجية، حتى يجد له عملا ويستقر؛ لأجل أن نتمم زواجنا، إلا أنه لم يجد أي عمل! ثم قام والدي باستخراج رخصة قيادة له؛ لأجل أن يجد له أي وظيفة بشكل أسرع، لكنه لم يوفق، بعدها سافر لدولة خليجية أخرى للبحث عن وظيفة ولم يجد فيها أي عمل!
أنا تعبت من الانتظار، ولم أعد أستطيع الانتظار أكثر، هو إنسان خلوق ومتدين، لكن إلى متى سأظل أنتظره! فظروفه صعبة جدا، وغير قادر على أن يفتح بيتا بما فيه من مسؤوليات ونفقات، أحيانا يطلب مني إتمام الزواج بأقل الإمكانيات، لكن كيف سينفق وهو لا يعمل؟
منذ خمسة أشهر صرت أفكر جديا في الانفصال، لكن أقول في نفسي: ماذا لو وجد وظيفة وتحسنت ظروفه بعد انفصالي عنه؟! سأندم كثيرا، كما أن الانفصال سيكون حساسا جدا كونه ابن عمتي، وسيؤثر على الأسرتين بشكل كبير.
محتارة جدا، أرجو منكم التوجيه والمساعدة، وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أسرار حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك حسن العرض للسؤال، وإنما شفاء العي السؤال، ونسأل الله أن ييسر أمركم، وأن يغفر ذنبنا وذنبكم، وأن يملأ يديكم بالخير والمال، وأن يحقق لكم في طاعته الآمال.
ابن العم في أرفع المنازل، ومجهود الوالد معه يدل على تماسك أسري ورغبة في الخير، وهذا ما نرجو أن تحافظوا عليه أنتم معاشر الأبناء، ونتمنى أن تحققوا رغبته في أن يكون الزواج بسيطا، أو تنتظري، ونحن لا نفضل الانتظار، ولكن نفضل الزواج؛ لأن في النكاح الغنى، قال العظيم: {إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله}، آمن السلف بهذا المعنى فكان قائلهم يقول: (التمسوا الغنى في النكاح)، والغنى في النكاح؛ لأن الإنسان يتحمل مسؤوليات، والغنى في النكاح؛ لأن طعام الاثنين يكفي الأربعة؛ ولأن الزوجة تأتي برزقها، والأطفال يأتون بأرزاقهم، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يبارك لكما، وأن يبارك عليكما، وأن يجمع بينكما في الخير.
لذلك أرجو أن تتيسر أمور الزوج أو تيسروا أمور الزواج، ولو كان في المباهاة في الزواج والمبالغة فيه مكرمة لسبقنا إليها رسولنا -صلى الله عليه وسلم- والكرام، والنبي تزوج باليسير، وزوج بناته باليسير، وزوج بعض أصحابه بخاتم من حديد، وربما بما يحفظ من كتاب الله المجيد.
ولا أعتقد أن الأسرة ستقصر معكم، والوالد لن يقصر معكم، ولكن نحن نرفض فكرة إنهاء هذه العلاقة، وقد أشرت بذكاء إلى أن هذا قد يترتب عليه مشكلات أسرية، وإذا كان الرجل يجتهد ويبحث فإن هذا هو المطلوب منه، فالأرزاق بيد الله، ولكن على الإنسان أن يسعى، ولا يعاب كل من يسعى ويبحث عن الرزق إذا لم يجد الرزق، ولكن العيب على من يتعطل ويتبطل ولا يريد أن يعمل.
فنسأل الله أن يسهل أمره وأمركم، وأنت بين خيارين: الانتظار أو تيسير أمر الزواج، والزواج بالشيء اليسير، ولا أعتقد أن العائلة ستقصر معه، ولكن أنت صاحبة القرار، والذي نرفضه هو إنهاء العلاقة لأجل هذا السبب.
نسأل الله أن يجمع بينكم في الخير، وأن يملأ داركم بالمال والأولاد والخير.