السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا متزوج منذ 8 سنوات، وأب لطفلين.
مشكلتي مع أم زوجتي: تتدخل في ما لا يعنيها، أنا وزوجتي نشتغل معا لنساعد بعضنا، فأصبحت تقول لابنتها: لا تساعديه، وساعديني أنا وإخوتك نحن نحتاجك أكثر، واتركي الحمل بالكامل على زوجك ولا تطيعيه وأطيعيني أنا.
وإخوتها كذلك يستغلونها في كل ما يحتاجون إليه، وعندما أقول لها: طاعة زوجك واجبة أكثر من والديك لا تهتم بالأمر بتاتا.
وشكرا لكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -أيها الأخ الكريم- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، ونسأل الله أن يهدي هذه الوالدة لما يحبه الله تبارك وتعالى ويرضاه.
وأحب أن أؤكد لك أن أولى الناس بالمرأة زوجها، وتفاهمك مع الزوجة بهدوء يحل الإشكال، فاحرص معها على أن تضعا النقاط على الحروف، ولا ننصحك باستعداء والدتها وإخوتها؛ لأن هذا لن يخدم العلاقة الزوجية، ونسأل الله -تبارك وتعالى- أن يعينكم على القيام بواجباتكم، وأن يلهمكم السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه.
نحن بلا شك لا نؤيد هذه الأم فيما قالته لابنتها، وهذا لا يقبل من الناحية الشرعية، ولكن أيضا أرجو ألا تأخذ الأمور أكبر من حجمها، فنحن عندما نتعامل مع كبار السن ينبغي أن نراعي كثيرا من الأمور.
ونتمنى أن تنجح في استيعاب هذه الأم الكبيرة، وأيضا على زوجتك ألا تقصر إذا كان أهلها بحاجة لمساعدتها، إذا كان ذلك ممكنا وهم بحاجة إلى تلك المساعدات، ولكن الأمر كما قلت: أولى الناس بالمرأة زوجها، طاعة الزوج مقدمة على كل أحد، ومعاونتها لزوجها وأبنائها من حسن المعاشرة التي أمر بها الشرع الحنيف، ونسأل الله أن يعينكم على إدارة هذه الأمور بمنتهى الهدوء، فإن الأم بكل أسف تربت على ثقافة المسلسلات، ويوجد مثل هذا التحريض السالب، وهذا ينعكس على العلاقة الزوجية، ويلحق الضرر الكبير بالأبناء والبنات.
وننتظر من الفضلاء من أمثالك -معاشر الرجال- أن يكونوا أقرب إلى الاحتكام إلى الشرع، والسير بهدوء وحكمة، مع وجود الحزم -عندما يقتضي الأمر الحزم والحسم- ونسأل الله -تبارك وتعالى- لنا ولكم التوفيق والسداد.
ونتمنى أيضا ألا تنقل المشاعر السالبة، اجتهد دائما في أن تقول عنهم الخير وتذكرهم بالخير، وحافظ على أسرتك، وضع الضوابط التي تخدم الأسرة، ولكن كل ذلك ينبغي أن يتم بهدوء؛ لأن هذه العلاقات المتداخلة لها آثار سلبية رضينا أم أبينا، خاصة عندما يستيقظ فيها شيطان العناد، فإن كل طرف سيكيد للطرف الآخر، وهذا ما لا نريده، فالعلاقة بينك وبين زوجتك أكبر من كل هذا الذي يحدث، كما أن مصلحة الأطفال الذين بينكم تقتضي أن تكون البيئة هادئة.
ونسأل الله لنا ولكم التوفيق.