ابنتي المراهقة تتواصل مع شباب وتعبت في منعها، فماذا أفعل؟

0 35

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله تعالى

أنا أم لثلاثة بنات وابن، وأنا مغتربة عن أهلي وبلدي، ابنتي ذات ال١٢ عاما، ابنتي تعرفت إلى أصدقاء سوء في المدرسة، ومن خلال جروبات لهم تعرفت إلى أكثر من شخص، وكل فترة أعلم بشاب مختلف.

أمسكها وأتكلم وأعاقب، وأهاجمها، وأنصحها وأهددها، جربت معها جميع الوسائل حتى إنني في مرة عاقبتها وحرمتها من التواصل مع أي شخصية خارج المنزل، ولمدة ٣ أشهر.

الأمر الذي ساعدني هو أننا كنا في فصل الصيف، وبعدها جاءت وحلفت، ووعدت وبكت، وأبدت الندم وقالت إنها لن تكرر أي خطأ، وأنا صدقتها، وبعدها بأسبوعين تعرفت إلى شاب وتطورت العلاقة بسرعة شديدة، لدرجة أنها أرسلت له صورا لها.

عندما اكتشفت القصة ضربتها، ومنعتها من التلفون، وفرضت عليها الحجاب، ومنعتها من أي صداقة، والعقوبات كانت أشد من أي مرة، لدرجة أني خاصمتها لأسبوع، ولأنها كثيرة الكذب ومندفعة بأغلاطها، بالإضافة إلى أنها تقول لصديقها الشاب إنها خادمة في المنزل، وإني أظلمها.

علما بأن كل كلامها غير صحيح، وعندما سألتها لماذا قلت لهم هكذا؟! قالت: كي أستدر عطفه وحبه، طبعا هي الآن تشعر بالحزن بسبب الحصار المشدد عليها، وبسبب الهجوم الحاد مني، وبسبب أني قلت لها: إن الله سبحانه وتعالى غاضب منك، بسبب الجرأة هذه، وبسبب أنك أرخصت نفسك، وأرسلت صورا شخصية لك لهذا الشاب أو غيره، لأن الغلط واحد، وكل يوم أهددها بأبيها، فلو عرف سينهي حياتها بالبطيء.

الآن أنا أشعر بالقلق، هل تصرفي صحيح، أو كان من اللازم أن أتخذ إجراءات أخرى؟ بالإضافة إلى أني أشعر بخوف شديد من شيطانها، لأني أشعر أنه أقوى منها.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم أحمد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -أختنا الفاضلة- في الموقع، ونسأل الله أن يقر عينك بصلاح هذه الفتاة، وأن يلهمها السداد والرشاد، وأن يهديها إلى أحسن الأخلاق والأعمال، فإنه لا يهدي إلى أحسنها إلا هو.

شكرا لك على اهتمامك بهذه البنت، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يعينك على فهم خصائص المرحلة العمرية التي تدخل عليها الفتاة، ونحن في زمان نحتاج فعلا إلى مزيد من الحكمة، ومزيد من الانتباه.

أرجو أن تستبدلي التعليمات بالحوار والنقاش معها، حاولي أيضا أن تثني على صفاتها الجميلة، وتقتربي منها، وتدخلي إلى عالمها، وتبيني لها البيان الشرعي لخطورة مثل هذه الأمور، ولذلك نحن نتمنى ألا يكون العقاب مستمرا حتى لا يفقد قيمته، وأن لا تستخدمي في عقابك الضرب، ولكن الحوار الهادئ، وبعد ذلك أشغليها بالمفيد، وأيضا اجعليها تستخدم الهاتف لفترات محددة تحت أعينكم، وبالطريقة الصحيحة.

لا يسمح لها أن تستخدمه في الخفاء أو في ظروف تتمكن فيها من الدخول إلى العالم الذي لا نريده، ومن المهم جدا أن نبين لها أنه يوجد في الشباب ذئاب، وأن هؤلاء الشباب لا يصلحون، وأن الذي يريدها بالحلال سيأتي في الوقت المناسب من الباب، ويقابل أهلها الأحباب، وبأنكم لن تتدخلوا في اختياراتها، لكن عندما يأتي الوقت المناسب، وعندما يطرق الباب الشاب المناسب الذي نرضى دينه وخلقه.

لا ننصح بالاستعجال بإخبار الوالد، ولكن من المهم أن تقومي بأدوارك كاملة، واجعلي الوالد آخر محطة، ونتمنى ألا تحتاجوا إلى إبلاغ الوالد، بمعنى أنها تنتهي من هذه التصرفات السالبة في وقتها، وتعود إلى الله تبارك وتعالى.

أنا أحب دائما أن تكون الأم صديقة ابنتها، لأن الصديقة تستطيع أن تبيح لصديقتها بما في نفسها، وأيضا من المهم سد الأبواب عن الشر، وإبعادها عن الأماكن التي يمكن أن تقابل فيها الشباب وتتعرف عليهم.

نسأل الله تبارك وتعالى أن يقر أعينكم بصلاحها، وأن يلهمها السداد والرشاد، وأعتقد أن أيام تأثرها وأيام هدوئها وأيام توقفها عن سلبياتها، هي الفرص الكبرى لتصحيح الأوضاع، والوصول إلى الوضع الذي يرضي الله.

كونها تكذب عليهم هذا فعلا دليل على أنها تستدر عطفهم، وتريد أن تلفت انتباههم، وهذا يدعوك إلى أن تهتمي بها، وتهتمي براحتها، وتثني على الأشياء الجميلة فيها، وتركزي على التصرفات الإيجابية، وتغافلي جهدك عن التصرفات السلبية ريثما تتحققي، أو تتمكني من علاجها وتصحيح مسارها.

نسأل الله تبارك وتعالى أن يقر أعينكم بصلاح هذه البنت، ونكرر دعوتنا لك لإدارة الملف بالطريقة الأكثر وعيا، والتي فيها وعظ وتذكير، وتخويف من العواقب والمآلات، بالإضافة إلى الإشادة بما عندها من حسنات وإيجابيات.

نسأل الله تبارك وتعالى أن يقر أعيننا جميعا بصلاح أبنائنا والبنات.

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات