أهلي يكرهونني ويقسون علي ويفضلون أخي الأكبر

0 46

السؤال

السلام عليكم

أجد صعوبة في التعامل مع أهلي، حيث إن أمي دائما وكل يوم تقول لي: أكرهك، ودائما تفضل أخي علي في كل شيء، من حيث إعطائه ملابس، وأغراض له، وأنا لا يعطوني شيئا، ولما أتكلم يقولون لي: اشتغل واشتر لنفسك، رغم أنه لا فرق بيني وبين أخي؛ لأنه أكبر مني بـ 11 شهرا، دائما يقولون: لا، هو الكبير، هو الذي له الحق بكل شيء، وأبي يعاملني بقسوة، وأمي تعاملني بقسوة، وحاولت أمي طردي من المنزل، تقول لي: اذهب ابحث لك على شغل، مع أني متفوق دراسيا، وسببوا لي إرهاقا نفسيا ومعنويا، وعاطفيا، جعلوني أعيش في اضطراب نفسي، وأخاف أن أتكلم عن أي شيء.

وليست أمي فقط، هكذا حتى خالتي وخالي يعاملون أبناءهم الأوسط بنفس بالطريقة، معنى هذا أنهم هم المرضى نفسيا، أو أنا المخطئ في كلامي هذا.

أرجو الرد.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ بدون اسم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أولا: أشعر بالأسف لما تمر به من تجارب صعبة مع أسرتك، ومن الواضح أنك تعيش في بيئة فيها تحديات عاطفية ونفسية كبيرة، وأود أن أقدم لك بعض النصائح والتوجيهات التي قد تساعدك في التعامل مع هذه الظروف:

1. من المهم الاعتراف بمشاعرك وعدم تجاهلها، الشعور بالإحباط والأذى نتيجة معاملة أهلك أمر طبيعي، يمكنك التحدث عن هذه المشاعر مع شخص تثق به، سواء كان صديقا أو معلما أو مرشدا أكاديميا في المدرسة.

2. في مثل هذه الظروف، من المهم جدا أن تعمل على تعزيز ثقتك بنفسك، ابحث عن الأشياء التي تجيدها وتستمتع بها وحاول تطويرها، اعتز بإنجازاتك الدراسية واعتبرها دليلا على قدراتك وقيمتك.

3. حاول بناء علاقات جيدة مع الوالدين والتقرب منهم، ومعرفة سبب هذا التعامل، ويجب عليك برهم، فالأجر ستناله من الله، ولعلهم بعد ذلك تتغير معاملتهم، فالمهم أن تحسن لهم في القول والفعل، افعل الأشياء التي يحبونها قبل أن يطلبوها، وهذه درجة عالية من درجات البر، ويمكنك البحث عن الدعم في مكان آخر، هذا يمكن أن يكون من خلال مجموعات دعم نفسي أو نشاطات اجتماعية تساعدك على بناء شبكة دعم خارج الأسرة، وأفضل شبكة للدعم هي شبكة المسجد، والتي تتطلب منك المحافظة على صلاة الجماعة.

4. حاول إيجاد طريقة للتحدث مع أهلك حول مشاعرك بطريقة هادئة ومتزنة، قد يكون هذا صعبا، ولكن في بعض الأحيان، قد يساعد في فتح قنوات للتواصل والفهم المتبادل.

5. من المهم أن تأخذ حالتك النفسية على محمل الجد، وتسعى للحصول على العون المناسب، وأفضل مكان تلجأ إليه هو سجادة الصلاة، حيث تبث شكواك وهمك لله سبحانه وتعالى: ﴿وٱسۡتعینوا۟ بٱلصبۡر وٱلصلوٰةۚ وإنها لكبیرة إلا على ٱلۡخـٰشعین﴾ [البقرة ٤٥].

6. ضع أهدافا لنفسك وابدأ في التخطيط لمستقبلك، بعيدا عن تأثيرات البيئة السلبية، التركيز على أهدافك يمكن أن يمنحك القوة والتحفيز للتغلب على التحديات.

من المهم أن تتذكر أنك لست المسؤول عن معاملة أهلك لك، وأن لديك القوة لتحسين حالتك والعمل نحو مستقبل أفضل، وتذكر أن هذه المشاكل هي إحدى التحديات الحقيقية في حياتك، وعليك أن تعتبرها جزءا من التحديات التي تنجح في تخطيها، فكما أنك تنجح في تحديات الدراسة، فعليك إذن النجاح في تحديات الأسرة.

وفقك الله، وشرح الله صدرك، وزادك صبرا وثباتا على الحق.

مواد ذات صلة

الاستشارات