السؤال
السلام عليكم.
أريد الإجابة على هذا السؤال لو سمحت.
أحببت شابا، ولكنه أصيب بعدها بمرض السرطان، وساءت حالتي جدا؛ بسبب ما يعانيه من ألم، فقرر أن يبتعد عني بسبب ذلك، ولأن علاقتنا لا ترضي الله، ولكن ذلك صعب علي؛ بسبب تعلقي به، ومع ذلك فنحن نعلم أن الله سيعوضنا بالخير، ولكن هل يمكن أن يكون التعويض هو أن يشفى تماما من المرض، وأن يجمعنا الله بالحلال؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ دعاء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -ابنتنا العزيزة- في استشارات إسلام ويب، نسأل الله تعالى أن يشفي هذا الشاب، وأن يصرف عنه كل شر.
بداية: نسأل الله أن يثبتك على ما أنت عليه، وما يسره الله تعالى لك من التغلب على نفسك، وتوفيقه لك سبحانه وتعالى بأن تتخذي هذا القرار، وهو الابتعاد عن العلاقة بهذا الشاب.
فإن العلاقة بين الرجل والمرأة الأجنبية باب شر، يفتحه الشيطان ليوقعهما في أنواع من المآثم، والرسول -صلى الله عليه وسلم- حذر تحذيرا شديدا من فتنة الرجال بالنساء، أو العكس، فقال -عليه الصلاة والسلام-: "ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء".
ولهذا جاءت الشريعة بالآداب المعروفة لدى الجميع من: غض البصر، وإلزام المرأة بالحجاب، ومنع الخلوة بين الرجل والمرأة الأجنبية عنه، ومس الرجل للمرأة الأجنبية عنه، وغير ذلك من التدابير الشرعية التي تقصد إلى حفظ المرأة وحفظ الرجل في آن واحد، وإبعادهما عن كل أسباب الشر والفساد.
فما وفقكما الله تعالى له من قطع هذه العلاقة هو باب خير فتحه الله لكم، وكوني على ثقة -أيتها البنت الكريمة- من أن الله سبحانه وتعالى سيكافئك على طاعته، والوقوف عند حدوده؛ فإنه جل شأنه لا يضيع أجر من أحسن عملا، كما أخبر في كتابه الكريم، ولكن تدبير الله تعالى لك، وتصريفه لأمرك خير لك مما تتمنينه، وترجينه أنت، فالله أرحم بك، وأعلم بمصالحك، فإن كان الله تعالى يعلم أن الخير لك في أن تتزوجي بهذا الشاب فسيكون ذلك، وإن قدر الله تعالى خلاف ذلك -وهو أعلم بمصالحك- فينبغي لك أن تكوني مطمئنة النفس، هادئة البال، راضية بما يقدر الله تعالى لك، فقد قال سبحانه: (وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم، وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم، والله يعلم وأنتم لا تعلمون).
فكوني على ثقة من أن الله تعالى يدبر أمرك أحسن تدبير، ويصرفه أحسن تصريف، وهو قدير سبحانه وتعالى على كل شيء، فأكثري من دعائه أن يقدر لك الخير، وعلقي قلبك بالله، وأحسني ظنك به، وجاهدي نفسك لنسيان هذا الشاب، فربما كان الخير لك في نسيانه، وهذا التعلق الموجود في الوقت الراهن يمكن أن يزول؛ فالنفس طبيعتها إذا يئست من الشيء نسته، وربما عوضك الله سبحانه وتعالى من هو خير منه لك في دينك ودنياك، نسأل الله سبحانه وتعالى لك مزيدا من التوفيق والصلاح، وأن يرزقك الزوج الصالح الذي تقر به عينك، وتسكن إليه نفسك.
والله الموفق.