السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا ونفع بكم، ورفع قدركم في الدنيا والآخرة..
سؤالي باختصار:
أعاني بشدة من القلق والفزع أثناء النوم عند سماع أي صوت، والقلق المفرط، وأعاني من الخجل المفرط، والخوف من الحديث مع المديرين وأصحاب المناصب، والخوف من الإمامة، والتعرق، وزيادة النبضات، وانقطاع الصوت.
وأعاني من الحساسية المفرطة من تصور الآخرين تجاهي، وأخجل من إغضاب الآخرين، وأشعر دائما بالكسل والخمول وعدم الإنتاجية، وضعف الثقة بالنفس، والتأنيب الدائم للنفس.
هل من علاج؟ جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك -أخي الفاضل- عبر موقع إسلام ويب.. ونشكر لك تواصلك معنا بهذا السؤال المختصر، ونشكرك على دعائك لنا، بالخير داعين الله تعالى لنا جميعا بالقبول.
أخي الفاضل: نعم واضح من سؤالك أنك تعاني من حالة القلق، والتي تظهر عندك في شكل الرهاب الاجتماعي، حيث تشعر بالخجل والارتباك والخوف عند الحديث مع الآخرين، وخاصة الذين هم في مناصب كالمدراء وغيرهم، وكذلك التردد والخوف إذا اضطررت إلى الإمامة في الصلاة، وما يرافق هذا من أعراض بدنية كخفقان القلب والتعرق وجفاف الفم وغيرها.
أخي الفاضل: واضح أيضا أن هذا ربما انعكس على حالتك المزاجية حيث وصفت أنك تشعر بالكسل والخمول وعدم الإنتاجية، وربما هذا أيضا نتيجة للرهاب الاجتماعي والقلق الزائد الموجود عندك.
أنصحك أخي الفاضل بأمرين:
الأمر الأول: ضرورة مراجعة العيادة النفسية حيث هناك أدوية مضادة للقلق والرهاب الاجتماعي، والذي هو أكثر أنواع الرهاب انتشارا بين الناس، إلا أن الناس يجدون حرجا في الحديث عنه، فإذا العلاج الدوائي أولا. ثم ثانيا: أن تحرص على نمط حياة صحي، ومن مظاهر هذا النمط الصحي: ألا تتجنب المواقف التي تشعر بها بالخوف، أو التردد، أو الخجل، كإمامة الصلاة، أو الحديث مع الآخرين مهما كان منصبهم في المجتمع.
فهذا التجنب لا يعالج الأمور، بل يزيدها تعقيدا وطولا في المدة، عكس التجنب الذي هو المواجهة والإقدام، ومن خلال الوقت -وبالرغم من الصعوبة في بداية الأمر-، إلا أنك ستعتاد على كل هذه الأعمال بثقة وهمة.
أيضا العلاج الدوائي لحالة الرهاب الاجتماعي سيعدل من حالتك المزاجية، ويجعلك تقبل على الحياة بشغف ونشاط، داعيا الله تعالى لك بتمام الصحة والعافية.
والله الموفق.