أعاني من أعراض جسمانية مزعجة أجهل أسبابها

0 50

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كنت أعاني من نوبات تعب تشبه نوبات الهلع منذ 5 سنوات واختفت، زرت عدة أطباء ووصفوا لي العديد من أدوية القلق والاكتئاب، وبعدها تم تشخيصي بارتجاع المريء، وأجريت منظارا للمريء، والنتائج سليمة، رغم إحساسي بالحموضة أحيانا وألم الصدر.

بعد الاستمرار على الأدوية عانيت من أعراض أخرى، منها: حركات لا إرادية في العضلات، نفضة في الجسم خاصة وقت النوم، ألم في العضلات والمفاصل وأسفل منطقة القلب، أشعر به عند النوم على الجانب الأيسر مع الإحساس بالحرارة رغم برودة الجو، وأعاني أحيانا من تعرق غزير وعدم اتزان، وأشعر بالدوار خاصة في الظلام أو الإضاءة المنخفضة، ونوبات نعاس وتثاؤب مستمر، مع تعب وخمول وإمساك وتنميل الذراعين والقدمين أثناء النوم.

ظننت أن تلك الأعراض سببها رقبتي، وذهبت لأكثر من جراح، وقالوا إن الرقبة لا تحتاج إلى عملية، وكل هذا ليس له علاقة بالرقبة، وأني أحتاج إلى دكتور أمراض عصبية، ذهبت إلى طبيب أمراض عصبية، وأعطاني أدوية اكتئاب بالإضافة إلى أدويتي، ولم يحدث شيء.

ما زلت أتناول أدوية ssri وبوثبار، وليس هناك أي تحسن في الأعراض، أشك أن كل هذه الأعراض سببها أدوية الاكتئاب، وفي كل فترة تظهر أعراض جديدة والتعب مستمر دون علاج، يئست من حالتي وأظنه سحرا.

شكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمود حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

في كثير من الحالات التي تظهر في شكل أعراض جسمانية متعددة ومزمنة وغير محددة ولا يمكن تفسيرها بعد الفحص الطبي الدقيق، وبعد عمل الاختبارات اللازمة تكون الأسباب ذات منشأ نفسي، وهو ما يعرف بمتلازمة الأمراض النفسوجسدية (Psychosomatic)، مصاحبة للاضطرابات النفسية، مثل: الاكتئاب، القلق، التوهم المرضي، والخوف من الإصابة بأمراض خطيرة، قد تكون أصابت أحد أقاربك أو جاءت إلى علمه الأعراض المرتبطة بالمرض، مما جعل الشخص يشعر أو يتمثل نفس الأعراض بطريقة لا إرادية، وهناك أمراض أخرى تسبب آلاما جسمانية مزمنة في أماكن مختلفة من الجسم، مع الشعور بالإرهاق والتعب والإجهاد العام والأرق، مثل مرض فيبروميالجيا (Fibromyalgia)، وهو غير معروف الأسباب، غير أن الجهاز العصبي عند بعض الأشخاص حساس للشعور بالألم أكثر من غيرهم.

العلاج يشمل جلسات الدعم النفسي السوكي المعرفي، للتثقيف حول أسباب وطبيعة المرض، وتغيير نمط التفكير السلبي، واتباع أساليب حياة صحية، من ممارسة الرياضة، والبعد عن التوتر والإجهاد العصبي، وممارسة تمارين الاسترخاء، وعلاج الأرق، وتعلم مهارات التواصل.

هذا بالإضافة إلى العلاج الدوائي، ويشمل مضادات الاكتئاب ذات التأثير المزدوج، مثل: عقار دولوكستين (Cymbalta) 60 - 120 مليجرام، أو فينلافاكسين (Efexor) 75 - 300 مليجرام، وأدوية أخرى مساعدة لتخفيف الألم وعلاج الأرق، ونظرا لطبيعة الأعراض المزمنة بين التحسن والانتكاسة، يجب أن يكون العلاج تحت إشراف طبي من طبيب نفسي متخصص من خلال مراجعات منتظمة.

والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات