السؤال
السلام عليكم
أنا طالبة جامعية، سأتخرج العام القادم بعون الله، لدي أهداف وأحلام أود تحقيقها، لكن منذ عامين جاءني وسواس قهري، في البداية بدأ بالصلاة والوضوء؛ لأني كنت آخذ دروسا دينية، فكان يوسوس لي أني قد أخطئ في صلاتي، وأن عقابي سيكون شديدا؛ لأني أعلم بالمنهي عنه، لكني لا أتقيد به، ثم انتقل للعلاقات الاجتماعية، فصرت منطوية على نفسي، ولا أخرج، ولا أقابل أحدا؛ لأن الناس حولي في اعتقادي لا يحبونني، ثم انتقل لدراستي؛ لأني أحب أن أحصل على درجات عالية، وعندما أحصل على درجة ناقصة أشعر بالخزي، وأني أصبحت فاشلة دراسيا، ولم أعد كالسابق، وجلدي أصبح جافا من كثرة الغسل بالماء والصابون، لدرجة أنه أحيانا يحدث تشقق في يدي ووجهي، وتخرج دماء.
أصبحت أخاف من كل شيء، وأني سأفقد أحد أحبتي، وأنه سيحدث الأسوأ دوما، وأن الساعة ستقوم علينا، صرت أشعر بنوبات هلع عندما أسمع خبرا يخيفني، وأحاول تجاهل أفكاري، وأني سأكون بخير، وأن العالم أمان، وأن الله معنا، لكن تعود الأفكار للسيطرة، والتوغل بأسباب وحجج أكثر وأدق.
لقد تعبت كثيرا، أحيانا أتمنى لو أني ولدت في عصر آخر، أو أن أكون شجرة، أو أن أنام 1000 سنة، وأستيقظ لأجد كل شيء محلولا، وعلى ما يرام.
لدي بعض المشاكل المادية، وهذا ما زاد مشكلتي، صرت تشاؤمية مع أني في السابق كنت متفائلة.
وجدت دواء اسمه (5HTP) هل تنصحونني به؟ وأريد بعض التمارين السلوكية، وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نعيمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك -أختنا الفاضلة- عبر موقع استشارات إسلام ويب، ونشكر لك تواصلك معنا بهذا السؤال، والذي لفت نظري حسن كتابتك، وحسن التعبير عما في نفسك بوضوح، وكنت أتمنى لو نعرف فرع الجامعة التي تدرسين فيها، والتي بعون الله ستتخرجين منها في العام القادم.
أختي الفاضلة: نعم واضح أنك تعانين من الوسواس القهري، وأظنك قد قرأت عن الوسواس القهري، وعرفت أنه اضطراب نفسي، حيث تأتيك أفكار تتعلق ببعض الأمور كافتتاح الصلاة أو الوضوء أو بعض الأمور الاجتماعية، أو الأفكار السلبية عن نفسك، أو التعميم إذا حصلت على علامة ليست مرتفعة في الامتحانات، فتعممين بأنك فاشلة.. إلى آخره.
نعم هذه بعض أعراض الوسواس القهري، التي تعلمين يقينا أن هذه الأفكار غير معقولة وغير منطقية، فتحاولين دفعها إلا أنها تلح عليك.
واضح أن كل هذه الأفكار القهرية بدأت تؤثر على صحتك البدنية، فالجلد أصيب بالجفاف والتشقق، وكذلك اليدان، وحتى على سلوكك الاجتماعي.
لا بد هنا -أختي الفاضلة- من العلاج، فالإسلام يعلمنا بقوله صلى الله عليه وسلم: (تداووا عباد الله)، وهذا ينطبق على الأمراض النفسية كالوسواس القهري، كما ينطبق على الأمراض البدنية، والدواء الذي ذكرته، والذي هو (5HTB) أو ما يعرف (5-Hydroxytryptophan) هو مادة أساسية تتحول في الجسم إلى أحد النواقل العصبية، وهو السيرتونين، والذي له علاقة بالوسواس القهري والاكتئاب.
يمكنك أن تأخذي هذا الدواء، والذي يتحول في جسمك إلى سيرتونين، يساعد في علاج ما تعانين منه، ولكن دوما ننصح أن يكون تناول الأدوية النفسية بتوجيه وإشراف مباشرين من أحد الأطباء النفسيين، لا أدري إن كنت في طرابلس أو بنغازي، وفي كل منهما أطباء نفسيون فضلاء، فأنصحك بأن تراجعي إحدى العيادات النفسية الحكومية أو الخاصة، داعيا الله تعالى لك بتمام الصحة والعافية، والتفوق في تخرجك من الجامعة العام القادم.
لا تنسينا -أختي الفاضلة- من دعوة صالحة في ظهر الغيب.