السؤال
السلام عليكم.
عند حضور مناسبة عائلية مثلا أو غيرها، وبعد انتهاء المناسبة أظل أعاتب نفسي طوال الوقت لماذا لم أتصرف بالطريقة الفلانية؟ لماذا لم أسلم على فلان؟ لماذا لم أهتم بفلان؟ لماذا ولماذا؟! لأنني أشعر أن عندي قصورا في التعامل مع الآخرين.
وأيضا مشكلة أخرى: إذا بدر أي موقف من شخص أغضبني ولو قبل فترة لا أستطيع أن أكون بوجهين مثل الآخرين، وأحاول تجنبه، ولو كان شخصا مهما والكل يسعى إلى مجالسته والتقرب منه، وبالرغم أني أقرب وأولى به، لكن لا أجد الحكمة في ذلك.
أيضا تأنيب الضمير الدائم والقلق والتفكير في الموقف، والذي يتعبني نفسيا، مشكلتي أني لا أستطيع السيطرة على تفكيري بعدم الاستمرار في التأنيب والتفكير فيما حصل؛ مما يؤثر سلبا على صحتي.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله تعالى لك الصحة والعافية.
الأعراض التي ذكرتها ربما تكون ناتجة عن نوع من الحساسية الزائدة، أو نقصان الثقة بالنفس، أو الاثنين معا، والعلاج يكمن في أن تضع لك مقياسا أو معيارا للتعامل مع الآخرين، مستمدا من الكتاب والسنة، والمعايير والقيم الاجتماعية المنسجمة مع كلا المصدرين الشريفين.
فكلما كان لك منهج واضح مبني على قواعد وقوانين محددة ابتعدت عن تأنيب الضمير، والتفكير في الأحداث الماضية؛ لأن الرؤيا إذا كانت واضحة لديك تكون قراراتك صائبة في الأغلب، ولا تحتاج لمراجعة.
فحاول الاستفادة من التجارب السابقة واكتب ملاحظاتك، وطبق ما تراه يتناسب مع الموقف الاجتماعي المعين، مثلا: (سأبادر بالسلام على كبار السن أولا، ثم الذين يلونهم) أو (سأسلم على صاحب المناسبة أولا)، وهكذا تبنى القواعد.
وأخيرا نقول لك: حافظ على العلاقة مع الآخرين بالآتي:
- أولا: المعرفة: أي أن تجمع معلومات كافية قبل أن تتخذ أي قرار.
- ثانيا: النظر الشمولي: أي لا تنظر بزاوية واحدة، بل انظر إلى الموقف الاجتماعي نظرة من كل الزوايا.
- ثالثا: التماس العذر: أي إذا أخطأ عليك الآخرون فالتمس لهم العذر، أو إذا أخطأت أنت فبادر بالتسامح.
- رابعا: التحرر من الهوى: أي كن موضوعيا في علاقاتك مع الآخرين، وتحرر من هوى النفس إذا كنت تكره أو تحب، فلا يؤثر ذلك على قراراتك.
وأخيرا: ازهد فيما عند الناس يحبك الناس، والله الموفق.