يصيبني التوتر العصبي عندما أركز على عيوب من أخطبها!

0 22

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الموضوع باختصار هو أني كلما أقبلت على خطبة فتاة أكون سعيدا جدا في البداية، وبعد فترة قصيرة جدا تنتابني حالة من التوتر العصبي الشديد والتفكير المفرط والقلق، وذلك يكون بسبب أني أرى الفتاة ليس كما رأيتها أول مرة، وأركز على عيوبها، وهذه العيوب جميعها تكون متعلقة بالشكل.

وأخيرا وبعد أن فسخت خمس مرات أحببت فتاة جدا جدا، وهي أحبتني أيضا، وتقدمت لخطبتها، والأمور كلها جيدة، وفي مرة كنت أكلمها فيديو فرأيت أن شعرها خفيف من ناحية الجبهة، فانتابتني حالة توتر عصبي شديد مرة أخرى، ولم أستطع السيطرة على نفسي، وفسخت الخطبة، وبعدها صرت مكتئبا.

ذهبت إلى طبيب مخ وأعصاب، وأفادني أني أعاني من توتر عصبي شديد، وهو أساس القلق والتفكير المفرط السلبي والوساوس، وأعطاني أدوية مضادة للقلق والاكتئاب، و-الحمد لله- تحسنت، وحتى بعد التوقف عن الدواء، وبعد مرور عام من فسخ آخر خطبة من الفتاة التي أحبها رجعنا وتكلمنا، واستمرت علاقتنا جيدة، وتغاضيت عن أي عيوب، وزاد حبي لها، وبدأت الكلام مع أهلها مرة أخرى، ثم رجعت لي حالة التوتر العصبي دون أسباب تذكر، وصرت أتراجع مرة أخرى.

سؤالي: هل إذا استمررت على الدواء طيلة فترة الخطبة، هل يمكنني تجاوز هذه الحالة، أم هي متلازمة مستمرة؟ علما أن حالة التوتر عندما تستمر لا أستطيع أن آكل ولا أشرب ولا أنام.

شكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Ahmed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فأرحب بك –أخي الفاضل– عبر استشارات إسلام ويب، ونشكر لك تواصلك معنا بهذا السؤال.

نعم من الواضح من سؤالك أنك تعاني من قلق وتوتر شديدين، وهذا أثر عليك في محاولات خطبتك لعدد من الفتيات، وبالتالي فشلت في إتمام الزواج بإحداهن. هذا من جانب.

ومن جانب آخر: ربما هناك من يعاني مثل ما عانيت منه، من يميل إلى الكمال (perfectionism) أو نزعة الميل إلى الكمال، ويأمل ألا تكون أمامه عيوب في الحياة، وألا يجد أمامه معوقات، وأنت تعلم أن هذا غير منطقي وغير معقول، فلكل ميوله وإيجابياته، والحياة ليست على وتيرة واحدة، بل لعلها يوم لك ويوم عليك.

نعم أنصحك أن تتناول الدواء -الذي لم تذكر اسمه- مجددا طالما شعرت بالتحسن عليه، واستمر في خطوبة من تحب وتريد الزواج بها، ومن ثم لا تعد وتكرر، فيكفي ما قمت به من خطبة لبنات الناس؛ لأن هذا لا يقبل من الناحية الأدبية ولا من الناحية العرفية، فما لا يقبله الناس لبناتهم لا يقبلونه لغيرهم، وكما يقال (بنات الناس ليست لعبة، ومشاعر البنات لا تجرى عليها التجربة). هذا من جانب.

ومن جانب آخر: اعمل على ممارسة ما يساعدك على الاسترخاء كتمارين التنفس، والعيش مع الطبيعة ولو بشكل بسيط، كالمشي في الحدائق أو غيرها، وأيضا بعض الأنشطة التي تجعلك تسترخي، ومنها بلا شك العبادة والصلاة وتلاوة القرآن، فهذه كلها تعين على الاسترخاء والاطمئنان، {ألا بذكر الله تطمئن القلوب}.

أدعو الله تعالى لك بتمام الصحة والعافية، والزواج الموفق السعيد، وبإذن الله نسمع أخبارك الطيبة.

مواد ذات صلة

الاستشارات