تردد الفتاة في صفات شاب المتقدم للزواج

0 0

السؤال

السلام عليكم.

أنا فتاة أبلغ من العمر 20 سنة، والوحيدة الملتزمة في أسرتي؛ لا أسمع الأغاني، ولا أشاهد المسلسلات، ويعتقد أهلي بأني متشددة، ولكننا تعايشنا مع الوضع، وحالتنا المادية ضعيفة جدا، ولا يوجد لدينا سيارة، وأبي لا يستطيع العمل، ولكن أخي هو الذي يعمل فقط، لا أحضر المناسبات بسبب الأغاني، ونحن معزولون عن الناس تقريبا، لا نذهب لأحد، ولا يأتينا أحد.

تواصلت إحدى النساء مع أمي للسؤال عني، لتخطبني لشخص يقال بأنه ملتزم، ومطلق، والأخرى تقول: بأن ابنها ملتزم، ويصلي التراويح بالناس، لكنه مبتلى بالتدخين، وقد رفضتهما كليهما، وفي كل مرة توبخني أمي على رفضي للخطاب؛ لأن إقامتنا ستنتهي، ولن نستطيع تجديدها، ولأني لست بيضاء أو جميلة، فكل خاطب يأتي يكون طلبه أن تكون الفتاة بيضاء وجميلة، ولكن من أين آتي بشاب لا يدخن؟ فهذا هو حال الكثير من الشباب، وأني لن أتزوج أبدا بسبب كثرة انتقائي للرجال، مع أني لا أطلب إلا أن يكون ملتزما، وغير مدخن، مع العلم أن أبي وأخي مدخنان، ولهذا أمقت التدخين، ولكن ربما يكون ذلك الطلب كثيرا على فتاة فقيرة مثلي!

وللعلم فإن والدي حنونان، ولكنهما خائفان علي، وقد دخلت لموقع تزويج الفتيات، ولكنه لم يرغب بي إلا كبار السن، فبماذا تنصحوني؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ عائشة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك –ابنتنا الفاضلة– في الموقع، ونشكر لك الحرص على صاحب الدين، ونسأل الله أن يقدر لك ويضع في طريقك شابا صالحا مصلحا يسعدك وتسعدينه، يقر به عينك وتسكن إليه نفسك، وأن يلهمك السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه.

رغم حرصنا على صاحب الدين، إلا أننا ينبغي أيضا أن نعرف الواقع الذي نعيش فيه، والإنسان ينبغي أن ننظر إليه نظرة شاملة؛ فإذا قلنا الدين فينبغي أن ننظر إلى عقيدته، وإلى صلاته، وإلى طاعته، وإلى بره لوالديه، وإلى مواظبته على تلاوة القرآن، وذكر الرحمن، نقصد الأمور الأساسية، لكن إذا لم يوجد هذا، فلا مانع من أن نأخذ الذي عنده الأساسيات، وإذا طرق الباب شخص مناسب كالذي يصلي التراويح، ويتقدم الناس إماما، لكنه مبتلى بالتبغ؛ فلا مانع من أن نعطيه موافقة مبدئية، ثم نطالبه بعد ذلك بترك هذه المعصية، وترك هذه المخالفة.

لا نؤيد كثرة رد الخطاب، وخاصة إذا كان الإنسان في بيئة ليس فيها إلا هذه النوعية من البشر، وإذا كنت -ولله الحمد- محافظة على دينك وأخلاقك، فنسأل الله أن يجعلك مؤثرة، وعونا للمقصر في أن يتوب ويعود إلى الله تبارك وتعالى.

أرجو أن تتفهمي رغبة الوالدين في أن تتنازلي بعض التنازلات، التي لا تتعلق بالأمور الأساسية، وعموما أنت صاحبة القرار، وليس لأحد أن يجبرك على شيء لا تحبينه، ولا ترغبين فيه، ولا تكرهي نفسك على شيء تنفرين منه، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يعينك على الخير.

أكرر دعوتنا لك إلى أن تنظري لمن يطرق الباب نظرة شاملة: في أخلاقه، وإيجابياته، وسلبياته، وإمكانية التغيير والتصحيح في حياته، ونتمنى أن المحارم أيضا يتفهمون هذا الجانب، وأن يعاونوك في اختيار الشاب المناسب، وإذا طرق الباب طارق فلا تستعجلي في الرد، إلا بعد أن تستخيري، وتستشيري، وأن تعطوا لأنفسكم الفرصة للسؤال عنه؛ لأن هذا حق للطرفين، ومن حق الشاب أن يسأل عن الفتاة، ومن حق الفتاة وأهلها أن يسألوا عن الشاب، ويعرفوا رفقته، وأحواله، ومصدر رزقه، وطريقة عمله، ورأي الناس فيه، وحضوره المجتمعي.

نتمنى أن توسعي النقاط التي ينبغي أن ننظر إليها، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يسعدك، ونحب أن نؤكد أن الله تبارك وتعالى لا يضيع أمثالك من الفاضلات، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات