السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أتمنى الرد في أسرع وقت، تعبت وأفكر في الانتحار، ولكني أخاف الله رب العالمين.
بدأت حالتي قبل 80 يوما، أنا طالب في السنة الدراسية الأخيرة، وهي سنة مصيرية بالنسبة لي، حينما طلب المعلم مني حل السؤال على السبورة، وبعد حله شعرت بدوخة، وبعد يوم راودتني فكرة تقول: لماذا تقرأ هذا السؤال وتتعب نفسك؟ فلن يأتي في الامتحان، سأكتفي بأخذ علامة 50 وأنجح، وأنا أرغب في الحصول على معدل عال.
بعد الفكرة الأولى راودتني فكرة بأني مصاب بالعين أو محسود، وقرأت على نفسي الرقية، وذهبت إلى راق، وقال: هذه توهمات، وبعدها راودتني فكرة بأن خالتي سحرتني، أو رشت السحر في غرفتي وعلى كتبي وملابسي، وأني أكلت طعاما به سحر، أو أخاف من الكبر بالعمر، وأخاف من الزواج وبعد الزواج تكبر زوجتي ويبهت جمالها، وغير ذلك من الأفكار.
تعبت، حتى أصبحت أخاف من السحر أكثر من الله -والعياذ بالله-، ومرت فترة كنت أبكي فيها بالليل والنهار، وضعفت شهيتي، وأصبحت أنام كثيرا، ولدي حكة وبرودة، وفي بعض الأوقات حرارة في صدري، ماذا أفعل يا شيخ؟ ذهبت إلى طبيب نفسي وأعطاني فلوكستين، ومن فترة لأخرى تراودني هذه الأفكار، وأحس بالدوار وضيق التنفس.
شكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله تعالى لك الصحة والعافية.
أولا: الحمد لله أنك لم تستجب لتلك الأفكار السوداوية، وأنك ما زالت على قيد الحياة، وتتمتع بصحة جسدية جيدة.
ثانيا: إن الضغوط النفسية تلعب دورا كبيرا في تغير المزاج، وفي تغير الأفكار، وتختلف استجابات الأشخاص لها، باختلاف شخصياتهم وتجاربهم الحياتية، وينتج عن ذلك وسائل دفاع نفسية، تظهر في شكل مبررات غير منطقية، أو غير واقعية.
فأنت في مرحلة دراسية مفصلية، وتتطلب منك مزيدا من الاجتهاد لتحقيق أهدافك أولا، ثم تحقيق آمال وطموحات الأسرة الصغيرة، التي تتمنى لك كل خير، وهذا الأمر ربما يشكل عبئا كبيرا عليك في تحمل المسؤولية الملقاة على عاتقك.
نقول لك: أبعد الأفكار السلبية عن ذهنك ولا تكترث لها؛ لأنها تجعلك تعيش في عالم الوهم والوهن، وتصبح أنت أرضا خصبة لكل فكرة وسواسية، فالمطلوب منك هو وضع أهداف واضحة، أي ماذا تريد؟ وكيف تحقق ما تريد؟ فليكن هدفك مثلا: الحصول على معدل عال، يمكنك من الدخول إلى الكلية، أو إلى دراسة التخصص الذي ترغب فيه.
وهذا يتطلب منك أن تثق أولا بالله، ثم بقدراتك وإمكانياتك العقلية، ثم تعمل بالأسباب وتتوكل على الله، فهو الموفق سبحانه، واعلم أن لكل مجتهد نصيب، ولن تبلغ المجد حتى تلعق الصبرا
وإذا كانت النفوس كبارا ** تعبت في مرادها الأجسام
كل هذه العبارات تؤكد على أهمية الاجتهاد والتوكل، وستنال ما تريده بإذن الله، ونوصيك بالمواظبة على الصلاة في جماعة، وكذلك أذكار الصباح والمساء، ومواصلة العلاج الذي صرفه لك الطبيب، ولن يضرك شيء -بإذن الله سبحانه وتعالى-.
ونتمنى لك التوفيق والسداد.