سرحان وأحلام ويقظة وحديث كثير مع النفس، ما سبب ذلك وعلاجه؟

0 40

السؤال

السلام وعليكم ورحمة الله وبركاته

أعاني من الوسواس القهري ولكنه وسواس فكري، فالأفكار تهاجمني رغما عني، أفكار من النوع الحاد.

ذهبت إلى طبيب نفسي والتزمت بالعلاج، المشكلة أني أعمل 12 ساعة في اليوم، ووقت فراغي قليل، ولكني أسرح في الأحلام الوردية، وأتخيل مواقف مختلفة، وأختلق محادثات كثيرة في وقت الفراغ، وهذه الأشياء تزعجني، وأنا أريد إنجاز أموري الخاصة بدلا من التفكير بذلك.

خدعت من أقاربي في موضوع معين، مما جعلني أبتعد عنهم، وأنا على علم أن الأمر انتهى ولكنه أثر بي بشكل كبير، ويوميا أتحدث مع نفسي عنهم بسوء، أكرههم وأدعو عليهم، وهذا الشيء يزعجني كثيرا، ماذا أفعل حتى أتخلص من هذا الشيء، ومن المماطلة والتسويف وشرود الذهن؟ وكيف يمكن الانشغال بعملي الذي أحبه؟

أطلب نصيحتكم وأشكر تعاونكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله تعالى لك الصحة والعافية.

أولا: الحمد لله أنك تعافيت من الوسواس القهري، ونسأل الله تعالى أن تزول آثاره التي ما زالت باقية، والمتمثلة في الاستمرار والاجترار الفكري.

ثانيا: عليك أن تعمل بفقه الأولويات، أي تقوم بوضع أجندة بحسب الأولويات، وتحدد لها جدولا زمنيا وتلتزم به، بحيث تعطي كل موضوع أو عمل حقه في الإنجاز، ثم تنتقل للذي يليه، وبعد مرور عدة أيام -أو أسبوع مثلا- قم بتقييم إنجازاتك، وتعرف على أسباب النجاح وأسباب الفشل.

ثالثا: بالنسبة للعلاقة مع الأشخاص الذين كذبوا عليك؛ فهذه تجربة مضت، ولكن يمكن الاستفادة منها كعبرة وكخبرة، ولا داعي لشغل التفكير بها، واترك الأمر لله؛ فهو الذي يحاسبهم، وإذا سامحت وعفوت عنهم فأجرك على الله، لقوله تعالى: {فمن عفى وأصلح فأجره على الله إنه لا يحب الظالمين}.

المهم هو طي هذه الصفحة وفتح صفحة جديدة، تسطر فيها ما يفيدك في دينك ودنياك، وكن نموذجا في التعامل مع كل من يجهل عليك، وكن قدوة في الأخلاق حتى يتأسى بك الآخرون، فعسى أن يهديهم الله بسببك، وتنال الأجر العظيم.

ونسأل الله سبحانه وتعالى لك التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات