السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا إنسانة مطلقة مرتين، وعانيت ما عانيت، ولي ابن يتيم الأب، خريجة دراسات إسلامية، وأستاذة لمادة التربية الإسلامية -ولله الحمد-، أخاف الله وأسعى في إصلاح نفسي.
تقدم لي رجل متدين وميسور الحال ومتزوج من ثلاث، ولكل منهن مسكن، وهن متوافقات، وفي حقيقة الأمر وجدت أن الأمر صعب في أن أشارك زوجا مع أخريات، مع أني أعلم أنه شرع الله.
رفضت، ثم أصر على أن أستخير الله، ففعلت، ولم يظهر لي شيء، ثم أصر أن أعيدها مرة أخرى، فرأيت في منامي فتاة شابة محتجبة جاءتني وحكيت لها عنه، واستشرتها، فطلبت مني أن أوافق وانصرفت، وحينما رأيت هذا المنام دعوت الله أن يختار لي، وأخبرته بذلك، ولكني لا أدري هل أوافق عليه أم لا؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Dounia حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أهلا بك -أختنا الكريمة- في موقعك إسلام ويب، ونسأل الله الكريم أن يقضي لك الخير، وأن يسعدك في الدارين، وأن يرزقك الزوج الصالح، إنه جواد كريم وبعد:
قد ذكرت -أختنا الفاضلة- أنك مطلقة، ولك ولد من رجل آخر، وأنت في هذا السن تحتاجين حتما إلى زوج، والرجل المتقدم قد ذكرت تدينه وأنه متزوج من ثلاث، وليس بينهن -والحمد لله- مشاكل وهن متوافقات، سوى ما يكون من الزوجات مما هو معلوم، بل وطبيعي، وقد استخرت الله عز وجل، وهنا لا بد أن نقول لك ما يلي:
أولا: لا يلزم في الاستخارة وجود راحة، أو حصول حلم يدل على الرفض أو القبول، بل عليك بعد الاستخارة التوكل على الله، فما قدره الله ويسره فهو الخير، وما قدره الله ومنعه الله فهو الخير أيضا، والرؤيا التي رأيتها هي عامل مساعد على القبول.
ثانيا: نرى أن تتوكلي على الله بعد الاستخارة، وأن توافقي على هذ الرجل ما دمت قد تأكدت من دينه وخلقه، وهو أرجى أن يكرم المرأة وأن يحفظ لها حقوقها، فإن أحبها أكرمها وإن أبغضها لم يظلمها، وقد روى الترمذي وابن ماجه عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي (ﷺ) قال: (إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه).
ثالثا: عليك أن تخرجي من قلبك تلك الغيرة الزائدة، لأنها قد تفسد حياتك، فإذا لم تستطيعي التحكم فيها فعلى الأقل اجتهدي ألا تظهريها.
نسأل الله الكريم أن يقدر لك الخير، ثم يرضيك به، والله الموفق.