السؤال
السلام عليكم..
منذ صغري وأبي يقدم أختي الأخرى في أي مناقشات أو حوارات، وعندما أذكر أمي بذلك تقول لي هذا لم يحصل! ولكن المهم أنني أفقد لغة الحوار مع الآخرين، مع أنني اجتماعية ولكن عندي خوف ورهبة عندما أقابل الناس، أتعرف إليهم ولا أعرف أن أتخاطب معهم، وأخجل حتى أن أتصل لأستفسر عن وظيفة أو أطلب طعاما من محل معين، أو أي اتصال، فأنا لا أعرف أن أتكلم.
ولكني عندما أتعود على أحد فأنا أعتبر رغاية، فكيف أزيل هذا الخوف وأتعامل مع غيري بسهولة؟ وهل هناك مواقع تعلمني أسلوب التخاطب الجيد؟
جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ M حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
حقيقة حين قرأت رسالتك تصورت أنك تعانين من نوع من الرهاب الاجتماعي، ولكن لا أعتقد ذلك، أنا أعتقد أنك تعانين من نوع من عدم المقدرات الاجتماعية الظرفية، أي التي هي متعلقة بعدم التواؤم، أو عدم الألفة، وحين تحدث لك الألفة والتواؤم تستطيعين كسر هذا الحاجز النفسي.
الشيء الذي أنصح به أولا: عليك أن تعيدي الثقة في نفسك؛ فأنت الحمد لله لديك مقدرات ولديك الاستطاعة، ولا ينقصك شيء عن الآخرين.
ثانيا: أرجو مخلصا ألا تعتبري فترة الطفولة فترة سلبية، أو أن الوالد كان يفضل أختك عليك، الماضي يجب أن نستفيد منه كتجربة، ويجب أن نطور حياتنا من هذه التجارب، ولا أعتقد أن الوالدين يفرقون بين أبناءهم بصورة مقصودة، الأبناء ليسوا شريحة واحدة، هنالك من لديه القدرة أن يقرب نفسه من والديه، وهنالك من لديه القدرة أو يسعى بصورة مباشرة أو غير مباشرة للابتعاد عن والديه، إذن يجب أن تقفلي هذه الصفحة تماما، وألا تنظري لها بصورة سلبية.
الشيء الذي أنصح به هو أيضا أن تلجئي للأساليب الغير مباشرة في تقوية القدرة على التمازج والتفاعل الاجتماعي والتحاور، هنالك طرق منها الجلوس مع صديقاتك والاقتراح عليهن – على سبيل المثال – أن تقوموا بإنشاء حلقة للقرآن الكريم، هنا لابد لكل واحد من الحاضرين أن يقوم بدوره، هذا يؤدي إلى نوع من الصقل والتقوية الاجتماعية التي تزيد من الحوار.
ثانيا: عليك أن تجلسي جلسات مع نفسك، وتتخيلي أنك تقومين بمخاطبة الآخرين، أو أنك تقدمين محاضرة أو درس للآخرين، قومي بإجراء هذا التخيل الفكري في الخيال، وسوف إن شاء الله يفيدك من أجل التطبيق في الواقع.
لابد للإنسان أيضا أن يكون لديه المعلومات الثرة والمعلومات الجيدة والقوية حتى يكون محاورا جيدا، إذن أوصيك بالاطلاع في كل أمور الحياة، الإكثار من القراءة فيما هو مفيد، هذا إن شاء الله سوف يقوي العزيمة لديك.
أيضا من النصائح التي أنصح بها لتقوية المهارات الاجتماعية، وهي شيء بسيط هي: حين تتحدثين إلى شخص يجب أن تنظري إليه في وجهه، وألا تتجنبي النظر في الوجه؛ لأن هذا التجنب يؤدي إلى ضعف المهارات الاجتماعية، كما أنه يجب ألا تستعملي اللغة غير الجسدية في الحوار؛ مثل استعمال اليدين مثلا، أرجو أن تقللي من ذلك.
الحمد لله أنت لديك المقدرة، وأنا لا أرى أنك حقيقة تعاني من أي مشكلة حقيقية.
إذا كان هنالك نوع من القلق البسيط المصاحب لهذه المواقف، أود أن أنصح لك بتناول دواء بسيط جدا من الأدوية التي نستعملها لعلاج القلق الظرفي، هذا الدواء يعرف باسم فلونكسول، جرعته هي حبة واحدة، وقوة الجرعة هي نصف مليجرام، أرجو أن تتناوليه يوميا لمدة شهرين ثم تتوقفي عنه، أنا متأكد أنك باستعمال هذا العقار واتباع النصائح السابقة سوف تجدين إن شاء الله أن الأمور قد تحسنت، ويجب ألا تستعجلي النتائج، فقوة المهارات الاجتماعية وبناءها تأتي بالوقت، فقط مع الثقة وتطبيقات الإرشادات السابقة.
وبالله التوفيق.