لدي مس وأصاب بوساوس شديدة عند تذكر فتاة، فما علاج ذلك؟

0 0

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا شاب أعزب ومستقيم -والحمد لله-، أقوم بواجباتي الدينية، واكتشفت مؤخرا أني أعاني من المس والوسواس، وهذا الوسواس يراودني فقط عند تذكر فتاة معينة، دائما يأتيني العارض عندما أتذكرها، كنت على علاقة بالفتاة عندما كان عمري 20 سنة، لم أكن ملتزما، وذهبت إلى عراف حتى يقوي الرابط بيننا، ولكننا انفصلنا منذ تلك الفترة.

منذ يومين التقيت بالعراف وسألته، قال: إنه لم يفعل أي شيء، وبعد تركه راودتني الوساوس وبقوة، وعدت إلى المنزل بسرعة!

أرجو تشخيص حالتي، فأنا متعب جدا، مع العلم أني اكتشفت إصابتي بالمس، وأنا مستمر على الرقية الشرعية، ولدي أعراض كالشهيق، والصياح، والصرع.

اللهم إني تبت إليك توبة نصوحا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ يوسف حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -أخي الحبيب- في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله تعالى أن يصرف عنك كل شر ومكروه.

وثانيا: ندعوك -أيها الحبيب- إلى إصلاح ما فسد من أمورك السابقة، وتعمير أيامك الباقية بما ينفعك ويقربك إلى الله، فمن فضل الله تعالى ورحمته علينا أنه فتح لنا باب التوبة، وجعله مفتوحا إلى أن تبلغ الروح الحلقوم، فبادر وسابق الأيام وأصلح ما بينك وبين الله تعالى، فإن التوبة يمحو الله تعالى بها الذنوب السابقة، كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (التائب من الذنب كمن لا ذنب له).

ثالثا: ندعوك إلى أن تأخذ بالأسباب الشرعية للتخلص مما أصابك من الوسواس والمس، إن كان هناك مس حقيقة، والأسباب الشرعية بالنسبة للتخلص من الوسوسة، هي: الإعراض الكامل عنها، وعدم الاشتغال بها، فكلما داهمتك أفكار وسواسية؛ فحقرها واشتغل بشيء غيرها مما ينفعك في دينك أو دنياك، واستعذ بالله تعالى عند مداهمة الوساوس لك، وأكثر من ذكر الله، وبهذا ستتخلص -إن شاء الله تعالى- من شر الوسوسة.

وأما المس فندعوك أولا إلى عدم الاستسلام لمجرد الأوهام أنك مصاب بالمس، ولكن على كل تقدير: الاشتغال بذكر الله تعالى، والتحصن به والتحرز أمر مفيد نافع، سواء بك مس أو لم يكن، فداوم على الأذكار في صباحك ومسائك وسائر أوقاتك، واقرأ على نفسك القرآن، لا سيما سورة الفاتحة، وآية الكرسي، وقل هو الله أحد، وقل أعوذ برب الفلق، وقل أعوذ برب الناس، والآيتين الأخيرتين من سورة البقرة، اقرأ هذه السور وهذه الآيات في ماء، يعني بأن تقرأ والماء بحضرتك ثم تنفخ في هذا الماء مع ريق يسير مع النفخ، ثم اشرب من ذلك الماء، واغتسل به، فهذا ينفعك -بإذن الله تعالى-.

ولو استعنت بمن يحسن الرقية الشرعية من الصادقين في تدينهم واتباعهم لسنة النبي -صلى الله عليه وسلم-؛ فهذا أمر جائز لا حرج فيه، أما الذهاب إلى العرافين فإنه خطر عظيم، وقد حذر النبي -صلى الله عليه وسلم- منه أبلغ تحذير، فقال -عليه الصلاة والسلام-: (من أتى عرافا فسأله فصدقه فقد كفر بما أنزل على محمد) والعياذ بالله تعالى، وقال: (من أتى عرافا لم تقبل له صلاة أربعين يوما)، أي أتى عرافا ولم يصدقه.

فكل هذا التحذير حتى لا يقع الإنسان في شراك هؤلاء القوم المجرمين، الذين يجروك إلى ما لا تحمد عاقبتك في شأن عقيدتك، فاحذر كل الحذر من الذهاب إليهم أو تصديقهم.

نسأل الله سبحانه وتعالى أن يصرف عنك كل سوء ومكروه.

مواد ذات صلة

الاستشارات