السؤال
السلام عليكم
زوجتي بعد وفاة والدها مباشرة اصطنعت المشاكل والخلافات، وتريد الطلاق، فقلت لها لا حرج، حتى أستريح منك؛ لأني صرت كارها لها، فقالت: أنا أريد قيمتي كاملة، وكل شيء، هل يحق لها ذلك؟
علما بأنه تم غشي؛ لأني اكتشفت بعد الزواج أن لديها مشاكل صحية كثيرة، وأنفقت على علاجها أموالا طائلة.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -أيها الأخ الكريم- في الموقع، ونسأل الله أن يرحم والد زوجتك، وأن يرحم أمواتنا وأموات المسلمين، وأن يردها للحق وللخير والصواب.
نتمنى بداية قبل الدخول في المشاكل أن يحسن كل طرف المعاشرة للطرف الآخر؛ لأن الحياة الزوجية طاعة لرب البرية، الذي يحسن يجازيه الله، والذي يقصر يعاقبه الله تبارك وتعالى، وهي علاقة سماها الإسلام (ميثاقا غليظا)، ولا يوجد في الدنيا علاقة تعدل هذه العلاقة التي أفضى فيها الأزواج بعضهم إلى بعض، وفيها من الخصوصية والسرية ما لا يعلمه إلا الله تبارك وتعالى.
لذلك نتمنى أن تعود المياه إلى مجاريها، وإذا كانت الزوجة قصرت أرجو ألا تقابلها بالمثل، ولكن ذكرها بالله تبارك وتعالى، ذكرها بالآيات والأحاديث الواردة في حق الزوج على زوجته، وحق الزوجة على زوجها، واجتهد أولا في أن تقيم حياتك على هدى هذا الدين وأنوار هذا الشرع.
حقيقة نحن نريد أن نقول: الحياة الزوجية تبنى على الفضل، وتبنى على الخير، وتبنى على الرغبة فيما عند الله، و(خير الأصحاب عند الله خيرهم لصاحبه)، وخير الأزواج خيرهم لزوجه، و(خيركم خيركم لأهله)، وبعد ذلك إذا جاءت الحقوق والواجبات فنحن نتمنى أن يقول كل طرف: (ما هو واجبي؟) لأن واجبات الزوج هي حقوق المرأة، وواجبات الزوجة هي حقوق الزوج، وبعد ذلك أيضا ينبغي أن نتذكر أن هذه الحقوق إذا حصل التنازع فيها فالحل عبر اللجوء إلى الجهات المختصة في الأمور الأسرية، ونتمنى ألا تحتاجوا إلى هذا، بحيث تحل المشاكل بينكم، وألا ينسى كل طرف الفضل بينكم، قال العظيم: {وأن تعفوا أقرب للتقوى ولا تنسوا الفضل بينكم إن الله بما تعملون بصير} [البقرة: 237].
نتمنى أيضا أن يكون الأسلوب في الأخذ والرد فيه نوع من اللطف، فإذا قصرت الزوجة فلا تقصر أنت.
نحن نشكر لك الاهتمام وتواصلك مع الموقع، ونحب أن نؤكد أن الرجل هو الأحرص على الأسرة؛ ولذلك جعلت الشريعة أمر الطلاق بيد الرجل، ودائما نقول: لو كان الأمر عند النساء لطلق الرجل في اليوم بعدد ساعات اليوم، لكن من حكمة الشريعة أنها جعلت هذا الأمر إلى الرجل الذي ينظر لعواقب الأمور ومآلاتها، ويقدر، وهو صاحب المصلحة الكبرى، وهو الذي أسس البيت وأقام الحياة الزوجية.
لذلك نتمنى أن يكون صوت العقل والحكمة والخير هو الذي يسود، وإذا حصل خلاف فالحل هناك في الجهات الرسمية، التي تنظر في هذه الأمور، لتعطي كل ذي حق حقه.
نسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.