السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لاحظت على ابني منذ أن كان عمره 7 أو 8 أشهر كثرة السرحان، ينظر هكذا في شيء معين، وأحيانا في فراغ لمدة ثوان ثم يلتفت، ولكي أوضح أكثر هذا السرحان هذه بعض التفاصيل:
- لا يفقد وعيه عندما يسرح وأقوم بوضع يدي أمام عينيه ينتبه مباشرة.
- عندما يسرح أحاول إخافته بإصدار صوت عال، فيلتفت للصورة بسرعة وخوف.
- أحيانا يسرح ووالدته تطعمه، وأثناء السرحان عندما تقرب أمه الملعقة من فمه يفتح فمه بشكل عادي.
- لم أستطع معرفة إن كان يسرح وينظر في الفراغ أم أنه ينظر في شيء معين؛ لأن سرحانه يكون على مستوى نظره، فهو لا يسرح وعيناه للأعلى مثلا.
- ذهبت إلى طبيب أطفال وطلب مني تخطيطا للمخ وصورة للرأس، والاختبارات سليمة والحمد لله، ولم يعملوا شيئا، قالوا لي: ابنك سليم -الحمد لله-، ولكن ابني تتكرر معه حالات السرحان.
شكرا لكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Azdimousa حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك - أختنا الفاضلة - عبر موقع استشارات إسلام ويب، ونشكر لك تواصلك معنا بهذا السؤال.
أختي الفاضلة: نعم مع الطبيب كل الحق في أن يجري تخطيط الدماغ وصورة الرأس، وإن كان عادة الصورة هذه لا تظهر شيئا، وإنما عادة ننصح بـ (MRI) أو الرنين المغناطيسي للدماغ، وهو عبارة عن صورة، ولكن صورة مفصلة للدماغ، وكون تخطيط الدماغ سلبيا لا يعني عدم وجود أمر عصبي.
ربما هذا السرحان له ثلاثة أوجه أو أسباب:
السبب الأول: ربما أنها نوبات صرعية، أي أن الدماغ يصدر بعض الشحنات الكهربائية الزائدة، ولذلك كان تخطيط الدماغ وصورة الرأس، ولكن يبدو أن الطبيب استبعد هذا.
الاحتمال الثاني: ربما أن الطفل عنده شيء من طيف التوحد، وإن كان هذا مبكرا أن نذكره، فلا أريد أن أرعبكم بهذا طبعا، ولكن يحتاج الطفل أن يتابع معه تطوره النفسي والحركي، وهنا أنصحكم بمراجعة طبيب نفسي متخصص في الطب النفسي عند الأطفال.
الاحتمال الثالث: ربما أن الطفل طبيعي، وكما ذكر لك طبيب الأطفال ولكنه نوع من سعة خيالات الأطفال، حيث ليس مستغربا أن يسرح الأطفال في شخصيات يتخيلونها يلعبون معها، يتكلمون معها، وهي غير موجودة، وهذا ليس بالضرورة أن يشير إلى اضطراب نفسي.
فإذا التوصية النهائية أن تتابعوا مراقبة هذا الطفل، مع تنبيهي بعدم فائدة -بل هو ضار- محاولة صرف الطفل انتباهه عن السرحان بإصدار صوت مرعب، فليس هذا بالتصرف المناسب الصحي.
التوصية الثانية: عرض الطفل على أخصائي نفسي أو طبيب نفسي مختص بالطب النفسي عند الأطفال، فهذا يخرجنا من الشك إلى اليقين.
داعيا الله تعالى لطفلكم بتمام الصحة والسلامة، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.