السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أما بعد: فالدين والخلق هما أسمى شروط القبول في الزواج، لكن هل يجوز الامتناع عن الزواج لأسباب أخرى: كالمظهر الخارجي (الهندام)، والتفاوت في المستوى التعليمي بفارق كبير جدا، واللباس مثلا؟ فأنا لطالما أردت رجلا يلبس لباسا لائقا، من غير تصنع كالسراويل المقطعة التي تندرج ضمن بنود الموضة والترند، أو قصة الشعر الغريبة، أو حتى غياب اللحية.
أرجو النصيحة، وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Sihem حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -بنتنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام ونحيي هذا السؤال الرائع الذي يدل على الحرص على الخير.
قد صدقت وأحسنت فإن الدين والخلق هي أهم الشرائط التي ينبغي أن نبحث عنها في كل من يطرق الباب، وعلى من يتقدم لفتاة أيضا أن ينظر في دينها لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (فاظفر بذات الدين تربت يداك)، وديننا في الحقيقة مظهر ومخبر، فإن معاني الدين ينبغي أن تظهر على مظهر الإنسان، لكن عندما نقول الدين فإنا نبدأ بالأمور الأساسية: سلامة العقيدة، المواظبة على الصلاة، ثم نتدرج بعد ذلك في أحكام هذا الشرع وآداب الدين العظيم؛ الذي ينبغي أن تظهر آثاره على هيئة وسمت أهله.
ولكن نحن أيضا لابد أن ننظر إلى واقع الشباب، وسنجد هناك من عنده مخالفات في المظهر، لكنه مواظب على الصلاة، حريص على الخير. إذا كان أمثال هؤلاء عندهم قابلية للتغيير والتحسن فأرجو ألا يكون هذا سببا كافيا للرفض، ولكن يكون سببا للقبول مع اشتراط التحسن من الناحية الدينية ومن الناحية الشرعية، لأن هذا هو الذي يحقق المقاصد التي نريدها.
وكل خلل عند الإنسان ونقص يمكن أن يصلحه الدين، لكن إذا كان الخلل في الدين فهذه هي مصيبة المصائب، لذلك إعجاز الشريعة أنها تبني على الدين في كل الأحوال، وبالتالي باعتبار أن الدين والتدين هو الذي يغير سلوك الإنسان، فالصلاة مثلا تنهى عن الفحشاء والمنكر، والتمسك بالدين يدعو إلى الاهتمام بالمظهر ليكون منسجما مع المخبر، ليكون موافقا لهدي النبي -صلى الله عليه وسلم- وسمته -عليه صلاة الله وسلامه-.
والفتاة وأهلها ينبغي أن ينظروا ويتفحصوا وينظروا في دين الشاب ويروا استعداده، إلى أي مدى هو مستعد إلى أن يتقدم ويتحسن، هذا أيضا من الأمور المهمة، لكن أعتقد أنه قد يصعب في بعض البيئات إيجاد الشاب الذي يتأسى بسلف الأمة الكرام في مظهره ومخبره، ونحن بحاجة إلى أن نتعاون على البر والتقوى، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يضع في طريقك من يعينك على الطاعة وتعينينه، يسعدك وتسعدينه، ونسأل الله أن يلهمنا السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه.
عليه: إذا طرق الباب طارق فينبغي أن يوضع في ميزان شامل، نهتم بدينه وخلقه، ثم ننظر بعد ذلك في بقية الأمور، ولا شك أن التفاوت في المستوى التعليمي والمستوى الاجتماعي؛ هذه لا نقول عوامل حاسمة، لكن لها أثر، فهي عوامل مساعدة لمزيد من الوفاق، في حال غيابها قد يحدث هناك بعض الإشكال، لكن الإشكال الحقيقي هو حصول تفاوت وضعف في الدين، وإذا وجد الدين والأخلاق فأرجو أن نطمئن ونجتهد في بقية الأمور الأخرى، ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.
والله الموفق.