السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أستاذتنا وأطبائنا الفضلاء، أود أن أستشيركم في أمر الزواج.
طولي 1.57 سم، والفتاة التي أريد خطبتها طولها 1.57 سم كذلك، وطول أهلي يتراوح بين 1.70 و 1.75، وطول إخوتها وأبيها يتراوح بين 1.60 و 1.65، فهل بهذا سيكون أولادي قصارا في المستقبل؟
أعلم أن كل شيء بتقدير الله، ولكني أسأل من الناحية العلمية؛ لأني لاحظت بأن الأولاد كثيرا ما ينزعون لأخوالهم في صفة الطول، وقد رأيت ذلك في إخوتي، حيث إن أبنائهم أتوا طوالا جدا -ما شاء الله-؛ لأن أخوالهم طوال، رغم قصر عائلتنا كما تقدم، فهل تفكيري صحيح؟
تأتيني أحاديث نفس بأني سأشرع في زواج قد يغلب فيه على أولادي صفة القصر، وأنهم سيقارنون أنفسهم بأبناء أعمامهم، وباقي الجيل الحالي الذي يتميز بصفة الطول بشكل ملفت، فأشيروا علي -بارك الله فيكم-، هل أمضي في هذا الزواج أم أحجم؟ علما بأن الفتاة خجولة وطيبة، ولا علم لها بعد بإرادتي لخطبتها.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ رياض حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
تحمل كل صفة من الصفات مثل: صفة الطول، ولون البشرة، وطبيعة الشعر، ولون العينين عدد اثنين من الجينات الوراثية الجسمية التي تحدد تلك الصفات، فمثلا صفة الطول لها جينان يتحكمان في ظهورها، أحدهما من الأم والآخر من الأب.
فإذا اعتبرنا صفة الطول صفة سائدة، ورمزنا لها بالرمز T، واعتبرنا صفة قصر القامة صفة متنحية، ورمزنا لها بالرمز t، فإن الشخص الذي يمتلك TT هو شخص طويل عنده كلا الجينين سائدين، وأن الشخص Tt طويل أيضا ولكن يحمل جينا سائدا، وجينا متنحيا سوف ينقله إلى أبناءه، وأن الشخص tt قصير؛ لأنه يحمل كلا الجينين متنحيان.
وإجمالا يقول العلم: بأن الرجل القزم طوله أقل من 148 سم، والرجل القصير طوله يتراوح بين 148 سم إلى 158 سم، والرجل المتوسط طوله يتراوح بين 158 سم إلى 168 سم، والرجل الطويل طوله يتراوح بين 168 سم إلى 172 سم، والرجل الطويل جدا طوله ما زاد عن 172 سم.
ومن خلال هذه المعطيات: فطولك وطول من تريد أن تخطبها -وحسب معادلة الطول المتوقع-؛ فإن طول الذكور من الأبناء قد يصل إلى 170 سم، وقد يقل طول الإناث من الأبناء عن 157 سم، لكن قد تحدث طفرات في الطول تغير تلك المعادلة، وكون أنكما متكافئين في صفة الطول، فهذه نقطة لصالح كليكما، والفيصل في ذلك كما قال المعصوم -صلى الله عليه وسلم- "فاظفر بذات الدين تربت يداك".
وفقك الله لما فيه الخير.