السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أحاول أن أعرف بنفسي بإيجاز قبل السؤال، أنا متزوج مند خمس سنوات، وعندي بنت عمرها أربع سنوات، وابن عمره سنة، وأعمل مهندسا، وزوجتي تعمل في البيت.
بداية الزواج كانت الأمور على ما يرام - أو أحسبها كذلك - نقطن ونعيش في بيتنا الخاص تحت بيت العائلة في نفس العمارة. مع مرور الوقت بدأت العلاقة مع الأم تسوء، وصلت إلى أن قطعت علاقتها نهائيا بالوالدة، بعد أن أصيبت بالاكتئاب، وكانت تتابع سيدة على اليوتيوب تتكلم عن النرجسية، باعتبار أننا عائلة من المرضى النرجسيين، عرضتها على طبيبة نفسية تتابع عندها لكن ليس بانتظام.
أموري في البيت تسوء، لا تقبل مساعدة في البيت، مع عدم القيام بأمور البيت، فلا نظام، ولا تنظيف، ولا طعام، ولا ملابس، أما العلاقة فشبه منعدمة. لو سمحتم أرجو أن تنصحوني، أغضب كثيرا وأكتم غضبي؛ لأن النقاش لا يجدي معها، ولا أريد أن يرى الأبناء وجود مشاكل بيننا.
شكرا لكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ إبراهيم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك - ابننا الفاضل - في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، ونسأل الله أن يوفقك وأن يصلح الأحوال، وأن يهدي هذه الزوجة لأحسن الأخلاق والأعمال، فإنه لا يهدي لأحسنها إلا هو.
لا يخفى على أمثالك من الفضلاء أن علاقة الزوجة بالأم من العلاقات التي تحتاج إلى حكمة وحنكة، ونسأل الله أن يعينك على الوفاء بالوالدة -التي هي المقدمة وهي صاحبة البر وصاحبة الرتبة العلية- وحفظ حق الزوجة، فالشريعة التي تأمرك بالإحسان للوالدة وإكرامها وبرها هي الشريعة التي تأمرك بعدم ظلم الزوجة وبحسن معاشرتها.
ولذلك نتمنى أن تذكرنا بالبدايات، وتجتهد دائما في أن تفك الاشتباك بينهم، في أن تكون فرص الاحتكاك قليلة، وأن تعرف ما هي الشكاوى والأمور التي تشتكي منها الزوجة؟ وما هي التصورات التي عند الأم؟ وعليك وعلى زوجتك أن تحترموا الوالدة؛ لأنها والدة، ولأنها الأكبر سنا. إذا كانت الوالدة عندها تصرفات تزعج الزوجة فالزوجة تصبر، لكن تحتاج منك إلى مساندة، وإلى تأييد، وإلى دعم معنوي، وإلى إكرام لها، تقول: (أنا أعرف أمي، لكن صبرك على أمي يرفع منزلتك عندي، سأحملك على رأسي إذا صبرت على الوالدة، أنا أعرف أن الوالدة قالت كذا، ولكن الله يعينك على الصبر، أنا فخور بأن عندي زوجة مثلك).
فبمثل هذه الأمور تستطيع الزوجة أن تتحمل بعض الصعاب التي تواجهها، وإذا كانت الزوجة هي المخطئة أيضا فلا يصلح أمام الأم أن تقول: (أنت مخطئة وتزجرها وتسيء)، يعني لابد أن تنتبه.
إذا كان السبب هي أن الأم تشعر أنك ابتعدت عنها بعد الزواج، فاقترب من الوالدة وأكرمها وأشعرها بأهميتها ومكانتها.
ثانيا: من المهم جدا نصح الزوجة بترك متابعة أي نفسية أو طبيبة أو طبيب يتكلم، لأن بعض الناس إذا قرأ عن النرجسية وسمع عنها، يخيل إليه أن كل الناس مصابون بهذا الداء، وهذا الكلام غير صحيح، وهنا نقترح عليك تشجيع الزوجة للتواصل مع الموقع وعرض ما عندها، والاستماع لشكواها، وبعد ذلك نضع معها ومعكم النقاط على الحروف، وبإمكانكم أن ترسلوا استشارة مشتركة، تقول الزوجة ما عندها وتقول أنت ما عندك، وتحتكموا إلى أهل الاختصاص من شرعيين أو اجتماعيين أو نفسيين، والموقع في خدمتكم.
شجع تواصلها مع هذا الموقع الذي يركز على الجانب الشرعي، ويضع النقاط على الحروف. أما أن يدخل الإنسان ويتابع من يتكلم عن قضية معينة ويتكلم عن النرجسية وكذا؛ طبيعي ستتأثر به.
وأيضا لا أدري ماذا قالت الطبيبة النفسية؟ ولماذا لم تنتظم معها؟ ما هي الأمور التي تشكو منها؟
نحتاج عموما إلى مزيد من التفصيل حتى نستطيع أن نعطيك الإجابة الواضحة، فإن رضيت أن تتواصل فهذا ما نريده، وإن كانت الأخرى فاكتب لنا بالأشياء التي تشتكي منها، وتاريخ هذا التوتر الذي حصل، وماذا تريد الزوجة؟ وماذا تريد الوالدة؟ حتى نتعاون معك في وضع النقاط على الحروف، ونصل بإذن الله إلى حلول فيها الخير لكم جميعا، ونسأل الله أن يؤلف القلوب وأن يغفر الزلات والذنوب.