السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ابنتي عمرها 10 سنوات، كانت طبيعية ومتفوقة، وفجأة تغيرت تماما، لا تريد أن تسمع أي كلمة حب، ولا تهتم بنظافتها الشخصية، ومهملة، ولا تريد الذهاب إلى المدرسة، وعصبية إذا تم رفض أي طلب لها، وتكسر أي شيء، وطوال اليوم تلعب مع أختها الكبيرة، وأخوها الصغير طبيعي جدا، وأحيانا تضحك وتكون طبيعية تماما، وبعد فترة -خاصة في الليل- يبدأ مزاجها بالتغير قليلا، كل هذا منذ 5 أشهر.
علما أننا كنا نعيش سويا في بلد عربي، ثم عادت أسرتي للوطن منذ 3 سنوات، وأنا أعيش بمفردي في الغربة، وطفلتي كانت انطوائية، تخاف الناس ولا تتكلم كثيرا، حساسة جدا، وتخجل من أي شيء، فما تشخيصكم؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أتفهم قلقك بشأن التغيرات السلوكية التي ظهرت على ابنتك.
التغيرات الجذرية في السلوك، خاصة في مرحلة الطفولة، تستدعي الانتباه والتفهم، وهذه بعض الاقتراحات التي قد تساعدك في التعامل مع هذا الوضع:
- الانتقال من بلد إلى آخر يمكن أن يكون تجربة مرهقة للأطفال، خاصة إذا كانوا يعانون من الانطوائية والحساسية، قد تكون التغيرات التي تلاحظها في سلوك ابنتك رد فعل على الإجهاد الناتج عن الانتقال والتغيرات البيئية.
- حاول إيجاد وقت للتحدث مع ابنتك في جو هادئ ومريح، اسألها عن مشاعرها وما تمر به، مع تقديم الدعم والتفهم، من المهم أن تشعر بالأمان وأنكم تستمعون لها، قد يكون هناك أمور تجعلها تتصرف بهذه الطريقة.
- نظرا للتغييرات السلوكية الملحوظة، قد يكون من المفيد استشارة متخصص في الصحة النفسية للأطفال -طبيب نفسي أطفال-، يمكن للمتخصص أن يقدم تقييما شاملا لحالتها ويقترح خطة علاجية إذا لزم الأمر.
- أظهر لابنتك الصبر والتفهم، الأطفال في هذا العمر يمرون بتغيرات عديدة، سواء كانت عاطفية أو جسدية، وقد يكون من الصعب عليهم التعبير عن مشاعرهم بطريقة واضحة.
- محاولة إقامة روتين يومي يمكن أن يوفر لها شعورا بالأمان والاستقرار، كذلك تشجيعها على المشاركة في أنشطة تحفزها وتساعدها على التعبير عن نفسها، مثل الرسم أو الرياضة، يمكن أن يكون مفيدا.
- بالنسبة لمسألة النظافة الشخصية، يمكنك تشجيعها بطريقة لطيفة وغير مباشرة، مثل جعل وقت الاستحمام، أو العناية بالنظافة، وقتا ممتعا مع مكافآت صغيرة لتشجيعها.
- التواصل مع معلمي ابنتك والمستشارين المدرسيين، يمكن أن يوفر رؤى إضافية حول سلوكها في المدرسة، ويساعد في التعاون لدعمها.
- احرص على الدعاء لها، فدعوة الوالد لولده مستجابة، ﴿وٱلذین یقولون ربنا هبۡ لنا منۡ أزۡو ٰجنا وذریـٰتنا قرة أعۡینࣲ وٱجۡعلۡنا للۡمتقین إماما﴾ [الفرقان ٧٤].
تذكر أن كل طفل يستجيب للتغيرات في حياته بطريقته الخاصة، وقد يحتاج بعض الأطفال إلى المزيد من الوقت والدعم للتكيف مع التغيرات الكبيرة.
وبالله التوفيق.