حائرة بين البقاء على البطالة أو العمل في غير مجالي.. أرشدوني

0 4

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

بارك الله فيكم على هذا الموقع الرائع الذي أفادني على المستوى الديني، والعلمي، والنفسي، والصحي، وأشكر كل القائمين والقائمات عليه، بارك الله فيكم جميعا.

عمري 26 سنة، تخرجت في عام 2020 بدرجة ماجستير، من تخصص الكيمياء الحيوية، ولم أشارك في مسابقة الدكتوراة؛ لأنني لا أريد أن أصبح أستاذة جامعية، خصوصا وأن جامعاتنا مختلطة.

المهم: قررت هذا العام أن أدرس تكوينات مختلفة؛ فقد درست تكوينا قصير المدى في الإعلام الآلي والسكرتارية المكتبية، والآن أدرس تكوين مساعد طبيب، وسكرتارية طبية، وبعدها سأجري -بإذن الله- تربصا تطبيقيا.

وهناك احتمال أن يتم قبولي للعمل، وإلا سأحاول البحث عن مثل هذا العمل بتقديم سيرتي الذاتية لدى المتخصصين، كما أنني أجريت تكوين مساعد مخبري، ولكني لم أقم بالتربص التطبيقي، وقررت أن أقوم به أيضا إن لم أجد عملا يخص المساعدة الطبية.

كما أننا قمنا بتربصين في فترة البكالوريوس والماجستير في الجامعة، ومشكلتي هي أن الدولة تمنح طالبي العمل منحة بطالة، ريثما يحصلون على عمل، والدولة تعرضه عليهم، وأنا في حيرة، هل أتخلى عن هذه المنحة وأقبل بالعمل، أم أبقى على هذه المنحة التي قد يطول معها عرض العمل، والتي لا أشعر بالسعادة بها؟ لأنني أحب أن أعمل، وأختلط بالمجتمع وأكون صداقات.

فأنا وحيدة حرفيا، وليس لدي صديقات حتى في مواقع التواصل، كما أنني منذ صغري أعاني من الوساوس القهرية، ونوبات الاكتئاب، واليأس الشديد الذي أتوقف فيه عن ممارسة هواياتي.

أرجو النصيحة من فضلكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Feuille حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك التواصل مع الموقع، وأيضا نشكر ثناءك على الموقع، ونحب أن نقول: بأن هذا واجبنا، ونحن نشرف أن نكون في خدمة أبنائنا وبناتنا من المتميزين والحريصين على الخير، وأعتقد أنك نموذج في الطموح والهمة العالية، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يزيدك من فضله، وأن يوفقك لما يحبه ربنا ويرضاه.

سعدنا لحرصك على أن تطوري ما عندك من قدرات ومهارات متنوعة، وأسعدنا أكثر حرصك على البيئة المناسبة لعمل الفتاة المسلمة، ونسأل الله أن يحفظك، ويلهمك السداد والرشاد، ونحب أن نؤكد أن الوساوس أيضا لا تأتي إلا للإنسان المتميز الذي ينشد الكمال، ولذلك نريدك أن تهوني على نفسك؛ فالإنسان عليه أن يبذل الأسباب، ثم يتوكل على الكريم الوهاب سبحانه وتعالى، ولا مكان ولا مجال لليأس أمام من عندها طموح عال، وقدرات متنوعة، ونسأل الله أن ينفع بك بلاده والعباد.

حقيقة الفتاة بحاجة إلى رفقة صالحة من زميلاتها الطيبات الصالحات، وهذا جانب أرجو أن تهتمي به؛ فالمؤمنة التي تخالط وتصبر خير من المؤمنة التي لا تخالط ولا تصبر، فاقبلي هذه المنحة حتى يأتيك العمل، وشكرا للدولة على هذا التفكير الرائع؛ لأن الإنسان المسلم ينبغي أن يجد من يعينه على بلوغ معالي الأمور، والإنسان عليه أن يسعى، ثم يرضى بما يقدره الله، ولا شك أن العمل أيضا مهم أن يعمل الإنسان، وأن يشغل نفسه بما فيه النفع لنفسه وللناس، وأعتقد أن الفتاة في فترة شبابها تستطيع أن تقدم لأمتها ووطنها الخير الكثير.

وأيضا في العمل صرف للإنسان عن الانشغال بالوساوس، والشيطان دائما يأتي لمن ليس عنده عمل، وليس عنده هم ولا همة، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يشغلك بطاعته، وأن يلهمك السداد والرشاد، وأن يقدر لك الخير حيث كان، ثم يرضيك به -بارك الله فيك-.

نوصيك بالاستمرار في تنمية القدرات، والتوجه إلى رب الأرض والسماوات، والابتعاد عن الاكتئاب واليأس، فتعوذي بالله من شيطان همه أن يحزن أهل الإيمان، وقد قال العظيم: (وليس بضارهم شيئا إلا بإذن الله).

نسأل الله لنا ولك التوفيق والسعادة في الحياة، ونسأل الله أن يكتب لنا ولك الحياة الطيبة في الدنيا والآخرة والبرزخ، وهذا ما وعد الله به أهل الخير، ثبتنا الله وإياك على كل أمر يرضيه.

والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات