تربيت صغيرة عند رجل ولما كبرت طلب الزواج مني!

0 2

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أرجو مساعدتكم لي، فأنا لا أعرف ماذا أفعل! أنا فتاة عزباء، وبعمر 18 سنة، كبرت في عائلة فقيرة، تخلى عني والداي، وكبرت مع جدي، الرجل الذي طالما اعتبرته جدي، وهو الذي رباني، وهو الذي يصرف علي حتى كبرت.

لن أنكر أنه كان يحترمني حين كنت صغيرة، وكان يعاملني مثل أبي حتى كبرت، وعرفت الحقيقة أنه لم يكن جدي، فقد أخبرني أنه لم يكن يريد أن يرميني للشارع وأنا طفلة صغيرة، والآن هو يطلب مني الزواج.

أنا لا أعرف ماذا أفعل؟ أرجوكم أخبروني، هل يجوز هذا في الإسلام؟ مع أني ليس لدي فكرة عن الزواج منه كيف سيكون! أنا حائرة في أمري، وإذا لم أتزوجه سيتخلى عني، وأنا ليس لدي أحد، وأنا لم أعد أدرس، ولا أعلم ماذا سأفعل! علما بأني فتاة ملتزمة.

جزاكم الله خيرا، أفيدوني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سائلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابنتنا العزيزة- في استشارات إسلام ويب.

نسأل الله تعالى أن يجعل لك من أمرك يسرا، ويقدر لك الخير، وأول ما ننصحك به -ابنتنا العزيزة- أن تلجئي إلى الله سبحانه وتعالى، فتتقربي إليه بأداء فرائضه عليك واجتناب ما حرم، والإكثار من دعائه سبحانه وتعالى أن يقدر لك الخير، فهو على كل شيء قدير.

قد أحسن إليك هذا الرجل بتربيته لك، والإنفاق عليك في صغرك، وهو سينال ثوابه بعون الله تعالى، وأما عن حكم الزواج به فالزواج به جائز، لأنه رجل أجنبي عنك، كما فهمنا من سؤالك.

أما هل الأفضل أن تتزوجي به أو لا، فهذا أمر راجع إلى دراسة حالتك، فإذا أمكنك الزواج من غيره، أي بشاب في سنك أو أكبر منك قليلا، وتيسر لك ذلك، فالزواج بمن يحصل لك به الكفاية التامة خير لك من أن تتزوجي رجلا كبيرا في السن، فإن المرأة تطلب من الرجل مثل ما يطلب الرجل من المرأة، وقد أوصى العلماء أولياء الأمور بأن يتخير الواحد منهم الخاطب المناسب للفتاة؛ لأن ذلك أدعى إلى حياة زوجية مستقرة، أما إذا كان الأمر فيه عسر ولا يتيسر لك ذلك، وكان الزواج بهذا الرجل تتحقق لك به الكفاية، فيتولى الإنفاق عليك، فهذا خير لك من التعرض للضياع، فننصحك بأن تلجئي إلى الله سبحانه وتعالى أن يختار لك الخير ويقدره لك.

الجئي إليه، وصلي صلاة الاستخارة، بأن تصلي ركعتين غير الفريضة، وتدعي بعدهما بدعاء الاستخارة، فتقولي: (اللهم إني أستخيرك بعلمك وأستقدرك بقدرتك وأسألك من فضلك العظيم، فإنك تقدر ولا أقدر وتعلم ولا أعلم وأنت علام الغيوب، اللهم إن كنت تعلم أن زواجي بفلان -وتذكري اسم هذا الرجل- خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري وعاجله وآجله فاقدره لي ويسره لي، وإن كنت تعلم أن زواجي بفلان شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري وعاجله وآجله فاصرفه عني واصرفني عنه، واقدر لي الخير حيث كان، ثم رضيني به).

نسأل الله تعالى أن يقدر لك الخير ويستجيب دعاءك.

مواد ذات صلة

الاستشارات