الرعشة الناتجة عن الرهاب الاجتماعي وعلاجها

0 391

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أود أولا: أن أشكر الشبكة الإسلامية على هذه الاستشارات وجزاكم الله كل خير.

منذ طفولتي وأنا أعاني من الرهاب الاجتماعي، وكنت أعتقد أن ما أشعر به هو وضع طبيعي لحياة الانسان؛ فقد كنت أعاني الويلات عندما أطرح الأسئلة على الأساتذة في المدرسة، مع أنني كنت أحصل على الكثير من الإطراء؛ لحسن تركيزي وأسئلتي النبيهة.

كانت تنتابني أعراض مثل تسارع ضربات القلب، وتلعثم في الكلام، ووجع رأس وتصلب في الرقبة والحنجرة، وعانيت في بداية الفصل الأول – من سنة الشهادة الثانوية - من الوسواس القهري، إلى أن جاء الامتحان الحكومي النهائي.

وفي بداية الامتحانات، لاحظت أنني مشتت ولا أستطيع التركيز، فذهبت إلى والدي الطبيب فلم يعر الأمر تلك الأهمية – وكنت أتلعثم أمامه أيضا - إلى أن جاء امتحان الرياضيات، لقد كان – والحمد لله على كل شيء – كارثة!

بدأت بالسؤال الأول، ولكن تفاجأت بأنني نسيت كل شيء! وأخذت أعيد السؤال مرة تلو الأخرى، فلم أعد أستطع الجمع والطرح، وشربت 3 كأسات من الماء، ولكن بدون فائدة!

المشكلة التي أعاني منها الآن هي ارتجاج اليدين بشكل كبير، عندما أمسك ورقة الامتحان، مع العلم أنني أعاني منه في الحالات العادية، وأشعر بغشاء يملأ رأسي، فأنسى كل شيء أحيانا في الامتحان، وبالكاد أستطيع النجاح في المواد !

أقوم بسماع شريط للدكتور/ مريد الكلاب ( الثقة بالنفس )، والحمد لله استفدت كثيرا، أتناول الآن البروزاك وأحب سماع القرآن جدا.

أفيدوني جزاكم الله كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ عبد الرحمن حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فلا شك أن الأعراض التي ذكرتها هي من أعراض قلق الرهاب، ولا نقول أنه رهاب اجتماعي كامل، ولكنها بالطبع هي رهاب الموقف، هذه تسمى برهاب الموقف، وفي حالتك الموقف هو الامتحانات.

لا شك أن القلق هو طاقة إنسانية عاطفية مطلوبة من أجل النجاح؛ الذي لا يقلق لا يكون لديه الدافعية والإقدام والعمل والمثابرة وطلب النجاح، ولكن القلق إذا زاد عن الحد المقصود، خاصة إذا كان هنالك إفراز زائد لمادة تعرف باسم الأدرانالين؛ هذه المادة تؤدي بالفعل إلى التعرق والرعشة وتسارع في ضربات القلب، هنا يكون القلق قلقا زائدا وطاقة قد تكون مضرة في مثل هذه الحالة.

الذي أود أن أؤكده لك أن هذه الحالة بسيطة جدا، وأرجو أن تطمئن تماما.

الشيء الثاني: أنت محتاج فعلا لتناول بعض الأدوية، البروزاك هو دواء جيد ولكن ربما لا يكون الدواء المثالي في حالتك، الدواء المثالي هو العقار الذي يعرف باسم زيروكسات، وجرعته هي نفس جرعة البروزاك – أي 20 مليجرام في اليوم – ولكن يفضل أن نبدأ بنصف حبة – أي 10 مليجرام – وبعد أسبوعين ترفع الجرعة إلى 20 مليجرام، وتستمر عليه لمدة ستة أشهر، ثم بعد ذلك يخفض إلى نصف حبة لمدة أسبوعين، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة أسبوعين أيضا، ثم يتم التوقف عنه تماما.
ولكن البروزاك ربما يقوم بنفس الدور، وعليك بالصبر عليه قليلا، وإذا لم تستفد منه بعد ذلك يمكنك التوقف عنه واستبداله بالزيروكسات كما ذكرت لك ذلك.

هنالك دواء آخر يعتبر دواء مساعدا وممتازا، ويوقف إن شاء الله الرعشة وكذلك تسارع ضربات القلب؛ هذا العقار الذي يعرف باسم إندرال، أرجو أن تتناوله بجرعة 10 مليجرام صباحا ومساء، وهو دواء بسيط جدا، تناوله لمدة شهر، ثم بعد ذلك خفضه إلى حبة واحدة – أي 10 مليجرام في اليوم – لمدة أسبوعين، ثم يمكنك أن تتوقف عنه، ولكن يمكن أن تستعمله بجرعة 20 مليجرام ساعتين قبل المواقف التي قد تتطلب منك نوعا من المواجهة كالامتحانات مثلا، يمكن أن تتناول هذه الجرعة – كما ذكرت لك – 20 مليجرام قبل الموقف الذي يتطلب المواجهة، وسوف تجد منها إن شاء الله مساعدة كبيرة.

أرجو أن تتذكر -أيها الأخ الفاضل عبد الرحمن- أنك الحمد لله متميز وناجح ومجيد لامتحاناتك، وهذا من فضل الله عليك، وهذا أمر إيجابي عظيم يجب أن تتذكره، كما أني أؤكد لك أنك إن شاء الله بخير، وعليك أن تثق بنفسك، وعليك أن توجه طاقات القلق هذه من أجل النجاح والتوفيق.

وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات