السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أريد الاستشارة والنصيحة، أنا ولى أمر فتاة في الثلاثين من عمرها، مطلقة ولديها طفلة، تقدم للزواج منها رجل في الخمسين زميلها في العمل، ومطلق مرتين ولديه أطفال من الزيجتين، والأطفال مع أمهاتهم.
بعد سؤالي عنه وعن أهله، أجمع الناس على طيب العائلة وحسن السيرة، الأخت ترى قبولا وموافقة، وأنا أرى عدم التوافق من حيث السن، بالإضافة إلى غموض أسباب الطلاق في المرتين، برغم تأكيده بأنه يؤدي حق أولاده كاملا من نفقة ومصاريف وغيرها، حائر جدا هل أوافق وأتماشى مع رأي أختي في القبول، أم أصر على وجهة نظري في الرفض لعدم الملاءمة والموافقة؟
جزاكم الله عنا كل الخير.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ولى أمر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -أيها الأخ الكريم- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام بأمر هذه الأخت، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يعينكم على الخير وعلى الاختيار الصحيح، ونحب أن نؤكد أن الأخت هي صاحبة القرار وهي صاحبة المصلحة، ونحن معاشر الرجال ومعاشر الأولياء ليس لنا أن نقف في طريق بناتنا وأخواتنا إلا إذا كان هناك اعتبار شرعي، إلا إذا كان الرجل لا يصلي، وعنده منكرات كبيرة، أو أنه من أهل المخدرات والمنكرات، عند ذلك يمكن أن نرفض لاعتبار شرعي.
أما والوصف للرجل على ما ذكرت: أنه طيب ومن أسرة طيبة، وعائلة حسنة السيرة، والأهم من هذا أنه حصل أيضا الوفاق والقبول، والميل المشترك والارتياح والانشراح، عليه ليس لك أن تقف في طريقها، بل شجع إكمال هذه العلاقة، ونسأل الله أن يسعدهم بطاعته.
أكرر: دورنا نحن هو دور توجيهي إرشادي، وهنا إذا كان الرجل صاحب دين فإننا نستجيب لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه)، والرجل من أصحاب الدين والسيرة الحسنة كما أشرت، وكذلك أيضا حصول الميل والقبول والارتياح هذا دليل على ضمان التوافق -إن شاء الله- بتوفيق الله تبارك وتعالى.
فلا تصر على رأيك، بل نفذ لها ما تريد وكن عونا لها، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يسعدها. ونحب أن نشير أيضا إلى كونه طلق مرتين أو ثلاثا أو كذا، فليس من الضروري أن يكون الإشكال عنده، ونحن أيضا نريد أن نقول لابنتنا نستطيع أن ننجح حيث فشلت أخريات، فالمرأة عنصر أساس لاستقرار الحياة الزوجية واستمرارها.
نسأل الله ان يقدر لابنتنا الخير، وشكرا لك على الاهتمام والسؤال، ونسأل الله لهم الخير.