تبت من الكذب لكن صديقاتي كرهنني، فما الحل؟

0 31

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كذبت على صديقتي واكتشفت تلك الكذبة، طلبت السماح منها لكنها رفضت، والفتاة معي في الجامعة، بعد ذلك استغفرت الله كثيرا، وتبت لله، وتحملت مسؤولية ذنبي، لكنها جعلتني أكره الجامعة، وجعلت بعض صديقاتي يكرهونني ويتكلمن عني بالسوء، حتى كرهت الدراسة كثيرا بسبب ما حدث.

الإنسان غير معصوم من الخطأ، وأنا استغفرت الله واعترفت بما حدث، ماذا أفعل؟ علما أنها تكلمت معي بكلام قاس وصل إلى الإهانة، سكت ولم أرد وقلت في نفسي ربما قالت ما قالت بسبب ما فعلته لها، واستمررت بالسكوت لكني سأخسر جامعتي هكذا، ماذا أفعل معها؟

شكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نور حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أشعر بمدى الضغط الذي تواجهينه، وأقدر صدق ندمك ورغبتك في التغيير، من الواضح أنك قد أخذت خطوات إيجابية عبر التوبة والاستغفار، وهذا يعد تقدما كبيرا في مسار التطور الشخصي، وفيما يلي بعض الإرشادات التي قد تساعدك في التعامل مع هذا الموقف:

1. الاعتراف بالخطأ وطلب المغفرة هو خطوة أولى مهمة، مع ذلك، قد يستغرق الآخرون وقتا لمعالجة مشاعرهم، وقد لا يكونون مستعدين للمسامحة على الفور، من المهم تقبل هذه العواقب واحترام قرارات الآخرين.

2. الاستغفار والتوبة هما عمليتان مستمرتان، استمري في الدعاء وطلب الغفران من الله، واعتبري هذه التجربة فرصة للنمو الروحي والشخصي، كما ورد في الحديث: (والتائب من الذنب كمن لا ذنب له).

3. يمكنك التفكير في إيجاد طرق للتكيف مع بيئة الجامعة، مثل الانضمام إلى أنشطة جديدة، أو مجموعات دراسية تسمح لك ببناء علاقات جديدة ودعمية.

4. قد يكون من المفيد التحدث مع مستشار في الجامعة لاستكشاف خياراتك والحصول على دعم في مواجهة هذه التحديات.

5. استخدمي هذه التجربة كفرصة للتعلم. فهم أهمية الصدق والنزاهة في العلاقات يمكن أن يساعدك في تطوير علاقات أقوى وأكثر صحة في المستقبل.

6. ابحثي عن الدعم من أصدقاء أو أفراد العائلة الذين يمكنهم تقديم الدعم العاطفي لك خلال هذه الفترة.

7. حاولي التركيز على دراستك واعتبريها منفذا إيجابيا، التمسك بأهدافك الأكاديمية يمكن أن يكون مصدر قوة ودافعا.

8. يتطلب التغلب على هذا النوع من التحديات وقتا وصبرا، اعتبري كل يوم فرصة للتقدم والتحسن.

9. ركزي على الدعاء أن يطهر الله قلبك وقلبها، وعليك بهذا الدعاء: (يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث، أصلح لي شأني كله، ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين).

هذا الدعاء من الأدعية النبوية التي وردت في السنة الصحيحة، وهو من أعظم الأدعية التي يمكن أن يدعو بها المسلم، فهو يتضمن توسل العبد إلى ربه بأسمائه الحسنى، وصفات جلاله، واعترافه بفقره وحاجته إليه، وتفويض أمره كله إليه.

وهذا الدعاء شامل لكل ما يحتاجه العبد، فهو يطلب من الله أن يصلح له دينه، ودنياه، وآخرته، وأن يرزقه من فضله، وأن يقيه شر نفسه والشيطان، وأن ييسر له أموره، وأن يحقق له ما يريد.

وإذا دعا العبد بهذا الدعاء بصدق وإخلاص، فإن الله تعالى سيستجيب له، ويصلح له شأنه كله، ويرزقه من فضله، وييسر له أموره، ويحقق له ما يريد.

وحتى يستجاب هذا الدعاء عليك بما يلي:
- أخلصي النية لله في دعائك.
- احرصي على الدعاء في أوقات الإجابة، مثل وقت السحر، ووقت الفجر، ووقت نزول المطر.
- أكثري من الدعاء، ولا تيأسي من الدعاء.
- احرصي على فعل الخيرات، واجتناب السيئات.

تذكري أن الأخطاء جزء من النمو البشري، ومن خلال التعلم منها والعمل على تحسين الذات، يمكننا تطوير أنفسنا وعلاقاتنا.

يسر الله أمرك.

مواد ذات صلة

الاستشارات