ما حكم الكتابة بطريقة نتعلمها من التنمية الذاتية؟

0 3

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أسأل عن حكم الكتابة، فأنا أعبر عن مشاعري، وكيف أتعامل معها؟ مثلا: تعزيز ثقتي في نفسي، نشاطاتي، والأهداف التي أريد تحقيقها، ومخطط النشاط اليومي، ساعدتني الكتابة جدا في ترتيب أفكاري وتغييرها الإيجابي، وأجد الأهداف تتحقق بسهولة -ولله الحمد- ولكن هذه الطريقة نأخذها من التنمية الذاتية؛ حيث إن الكتابة في بعض الفلسفات يقال بأن لها تأثيرا روحيا.

سؤالي: أريد أن أعرف هل هذه الطريقة للتحفيز بالكتابة فيها شرك؟ أريد أن أعرف حكمها في ذلك، علما بأني لا أقوم بتمرين الكتابة بالتكرار لغرض الجذب كما يقولون، فقط تساعدني ذلك على زيادة اليقين، حتى عندما أكتب فيها أدعية، وأمورا أرجو من الله أن يحققها لي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ little حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -أختي الفاضلة- في استشارات إسلام ويب، وأسأل الله أن يوفقنا وإياك لصالح القول والعمل.

أختي الفاضلة: ما يعرف بكتابة اليوميات أو دفتر المذكرات الشخصية، هي أحد أنواع النشاط الذي يقصد به تدوين الأحداث، كمذكرات، أو نقل الأفكار من رؤوسنا إلى ورق، يمكن الرجوع إليه، وتحويله بعد ذلك إلى مشاريع عملية، أو تنظيم الكثير من المهام وترتيبها، وإعادة النظر فيها، وكل هذه الأمور مما يساعد في تنمية مهارات الإنسان، واستغلال وقته في المفيد النافع.

عندما تقترن هذه الوسائل المباحة بطقوس أو فلسفات شركية أو وثنية، فلا بد من تنقيتها أو الابتعاد عنها؛ فالفلسفات الغربية أو الشرقية الوثنية، تتخذ من الطقوس الوثنية وسائل للبناء وتنمية النفس وعلاجها، وهي وسائل قائمة على خلفيات أديان أرضية أو فلسفات من وضع البشر؛ لذلك حتى وإن كان في بعضها جوانب نفع، فبيئتها التي خرجت منها بيئة لا تتناسب مع بيئة التوحيد ومعتقد الإيمان بالله تعالى؛ لذلك لابد من الاجتهاد في تجنب مثل هذه الوسائل، وكل من يروجها بأي حال، متى ما ثبت اقترانها بتلك العقائد الوثنية.

الحمد لله، في كتاب الله -سواء تصريحا أو تلميحا- ما يشفي ويكفي لبناء النفس، وتحقيق الخير لها، كما أن في هدي النبي -صلى الله عليه وسلم- ما يغنينا عن الكثير من وسائل العلاج والتنمية عند الغرب والشرق، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما تركت من شيء يقربكم إلى الجنة إلا وقد حدثتكم به، ولا تركت من شيء يبعدكم عن النار إلا وقد حدثتكم به) خرجه في مصنف ابن أبي شيبة، وصححه الألباني.

لذلك -أختي الفاضلة- اجعلي مستندك لتنمية أي مهارة في حياتك النفسية أو العملية، هو الإسلام وضوابطه وحدوده، وإذا كانت الوسائل مباحة ولا ترتبط بعقائد وثنية، أو فلسفات تعبر عن الشرك والإلحاد، أو تدعو لتمجيد أو تعظيم طقوس هي من خصائص الأديان الوثنية أو المنحرفة، فليس في ممارستها بأس.

أسأل الله أن يوفقك للخير، ويعينك عليه.

مواد ذات صلة

الاستشارات