اخترت فتاةً مناسبة للزواج لكن أمي رفضتها، فماذا أفعل؟

0 24

السؤال

السلام عليكم

أنا شاب أبلغ من العمر 31 عاما، أعمل بمهنة طبيب، قررت أن أتزوج منذ أربع سنين، لكن لم يحالفني الحظ بإيجاد الفتاة المناسبة، وقد كانت أمي هي من تبحث لي، حاليا وجدت فتاة مناسبة متعلمة ومثقفة، وقد أعجبتني!

وبعد تفكير عميق واستخارة قررت التقدم لها، لكن جاء الرفض من الوالدة، بأنها لم تعجبها الفتاة، ولم يعجبها مكان سكنها البعيد؛ حيث يبعد ساعة وربع الساعة عن مسكني، وهذا لا يعد مشكلة بالنسبة لي، وصلت الأمور إلى أن تقول لي أمي: إنها ستغضب علي إذا اخترت هذه الفتاة، فهل يجوز لها قول ذلك؟

أنا مصر جدا على هذه الفتاة، بعثت أقاربي لأمي لإقناعها لكن بلا جدوى! ما الحل إذا تكرمتم؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبدالله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبا بك - ولدنا الحبيب - في استشارات إسلام ويب.

نسأل الله أن يقدر لك الخير حيث كان، ويعينك على بر أمك والإحسان إليها؛ فإن بر الأم من أعظم الفرائض التي أوجبها الله تعالى عليك، وقد جعل الله -سبحانه وتعالى- حق الوالدين تاليا وثانيا بعد حقه -سبحانه وتعالى- فقال: {وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا} [الإسراء: 23] وقال: {ووصينا الإنسان بوالديه إحسانا} [الأحقاف: 15].

هذه النصوص من القرآن وغيرها من الآيات، وما ورد في السنة إنما لعظيم حق الوالدة عليك، وكبير إحسانها إليك، فكان بمقتضى الطباع السليمة أن يفرض الله -سبحانه وتعالى- على الإنسان رد هذا الإحسان والمكافأة عليه، وذلك بأنواع البر، والبر معناه إدخال السرور على قلبها، بكل ما من شأنه أن يسرها ويفرحها؛ مما ليس فيه معصية لله تعالى، ومن ذلك طاعتها في غير معصية الله، إذا أمرتك بشيء لا ضرر عليك فيه.

والعلماء يذكرون أنه يجب على الابن أن يطيع والديه إذا منعوه من الزواج بامرأة معينة؛ فإن سواها كثير، وربما كان البديل خيرا لك، وإن كنت غير مطمئن لذلك الآن، فقد قال الله تعالى: {وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون} [البقرة: 216].

إلا إذا خشيت على نفسك الوقوع في حرام مع هذه الفتاة (لشدة حبك لها، وشدة تعلقك بها)، فهنا في هذه الحالة تقدم طاعة الله تعالى واجتناب ما حرمه، ولو وقعت في مخالفة أمك، أما إن لم يصل بك الأمر إلى ذلك الحال؛ فنصيحتنا لك أن تبادر بمحاولة إقناع أمك، واستعمال كل وسيلة يمكنك التأثير عليها بها، ولو بأن تخبرها بأنك متعلق جدا بهذه الفتاة، وتخشى على نفسك من الوقوع في الحرام، وغير ذلك من الأسباب التي تدعوها إلى أن ترحمك، وتتفهم مشاعرك.

وكذلك استعمال وسائل التأثير عليها، كتسليط الأقارب عليها ممن لهم كلمة مرجوة السماع عندها، واللجوء إلى الله- سبحانه وتعالى- بأن يسخرها لك ويلين قلبها للاستجابة لطلبك، فخذ بهذه الأسباب، ولا تيأس من أن الله -سبحانه وتعالى- سيلينها لك، فإن أصرت بعد هذا كله فقد تبين لك مما سبق من الكلام أنه يجب عليك أن تطيعها، إلا إذا خشيت الوقوع في مفسدة محرمة.

نسأل الله -سبحانه وتعالى- أن يقدر لك الخير.

مواد ذات صلة

الاستشارات