السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا مريض سكر من النوع الثاني، وكنت مدمنا للعادة السرية، وتركتها منذ فترة، وكثرة الممارسة سببت لي أعراض احتقان البروستاتا، فبعد كل وضوء ينزل مني قطرات بول، وأشعر بها، وأجد مكانها في السراويل، وبعدها أقوم بتطهير الثياب، والوضوء مرة أخرى.
بعد الوضوء الثاني يتجدد الأمر، مما أدى إلى تعبي وتعب نفسيتي، وبسبب هذا الاحتقان أصلي في البيت، وأؤخر صلاتي لأتأكد من عدم نزول البول.
ما هو الحل في مشكلتي؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
من المعروف أن الإدمان على ممارسة العادة السرية قد يسبب الآتي: احتقان الأجهزة التناسلية والبولية، مما يسبب ألم الخصية وكثرة التبول، ونزول الإفرازات المنوية، كما أن الاستمرار في الممارسة قد يضعف الرغبة الجنسية، وقد يتعود المخ على القذف السريع في المستقبل، كما أنه من الناحية النفسية قد يشعر الشخص أنه مصاب بضعف الانتصاب، أو أنه سيصاب بالعقم بعد الزواج، وغير ذلك الكثير، مما يسبب القلق والتوتر.
جل الأعراض التي تشتكي منها -إن كانت عضوية أو نفسية- منشؤها الإدمان على ممارسة العادة السرية، ونزول قطرات بول بعد التبول قد يكون سببه الاحتقان -أو حتى الالتهاب- في المجاري البولية، أو قد يكون من أسبابه في أحيان قليلة عيوب في الصمامات التي تتحكم في إغلاق فتحة المثانة أو أعصابها.
إذا كان نزول قطرات البول بعد التبول مصاحبا بحرقان في البول أو إفرازات من الذكر، فقد يكون سببه احتقانيا أو التهابيا، وإذا لم يكن هناك أي أعراض مصاحبة، وتكون هذه القطرات مستمرة عند امتلاء المثانة بالبول، فهذا قد يسمى (سلس البول) ويتم التحقق من صمامات المثانة.
لا بد من توخي أسباب سلس البول إن كان احتقانا أو التهابا أو غير ذلك، بالتواصل مع طبيب الأمراض التناسلية أو المسالك البولية المعروفين.
بالإمكان الآن عمل مزرعة للبول والمني، لكي نطمئن على عدم وجود التهاب في الجهاز البولي أو التناسلي، لدى طبيب المسالك البولية أو طبيب التناسلية.
إذا كانت نتيجة تحاليل البول والمني طبيعية، فقد تحتاج إلى عمل أشعة Ultrasound، الموجات فوق الصوتية، على منطقة الحوض والمثانة، لمعرفة مدى سلامة صمامات التحكم في نزول قطرات البول.
الأهم من ذلك كله التوقف التام عن ممارسة العادة السرية، مع ضبط مستوى السكر في الدم، لأن من أسباب سلس البول أيضا ارتفاع سكري الدم.
يحفظك الله من كل سوء.
_______
انتهت إجابة د. سالم عبد الرحمن الهرموزي...استشاري الأمراض الجلدية والتناسلية.
وتليها إجابة الشيخ/ أحمد الفودعي...مستشار الشؤون الأسرية والتربوية.
_______
مرحبا بك في استشارات إسلام ويب.
قد أفادك الأخ الفاضل الدكتور سالم بما ينفعك ويفيدك من الناحية الطبية.
أما من الناحية الشرعية في مسألة الطهارة: فهناك ما يسمى بـ (سلس البول) أي البول الذي لا ينقطع وقتا يكفي للطهارة والصلاة، منذ بداية وقت الصلاة -أي حين يؤذن المؤذنون لها- إلى أن يخرج وقت الصلاة.
مثلا صلاة الظهر إذا لم ينقطع البول زمنا يكفي لتتطهر وتصلي منذ دخول الظهر -أي حين يؤذن المؤذنون لصلاة الظهر- إلى أن يخرج وقت صلاة الظهر -أي إلى أن يؤذن المؤذنون لصلاة العصر- فهذا هو الوقت الذي نعنيه حين نقول: (وقت الصلاة).
إذا كان وقت الصلاة من أوله إلى آخره لا تجد فيه وقتا كافيا للطهارة والصلاة من غير نزول بول؛ فأنت في هذه الحالة موصوف بهذه الصفة، وهي (سلس البول).
صاحب السلس الواجب عليه أن يستنجي بعد دخول الوقت ويتحفظ بشيء يضعه ليمنع خروج البول، ثم يتوضأ ويصلي، وهذا هو الواجب عليه، ويكفيه، ولا يكلف تأخير الصلاة، بل لا يجوز له أن يؤخر الصلاة عن وقتها، وبهذا تعلم الحكم الشرعي في حالتك.
أما إذا كنت تجد وقتا يكفيك للطهارة والصلاة قبل خروج وقت الصلاة، ففي هذه الحالة يجب عليك أن تنتظر ذلك الوقت -أي وقت انقطاع البول- ولو فاتتك الجماعة في المسجد، لكن لا تخرج الصلاة عن وقتها، فيجب عليك أن تنتظر وقت انقطاع البول، فتتوضأ وتصلي في وقت الانقطاع.
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يمن عليك بالعافية.