السؤال
السلام عليكم ورحمة الله.
أشعر كأني مصابة بحالة نفسية، وأكره الخروج، وفي بعض الأحيان إذا أردت أن أخرج لأتعرف إلى الناس، وألتقي بمن أعرفهم أشعر بالضيق في الصدر، وأشعر أني لست جميلة، وأبدأ أقارن نفسي بالأخريات، وأنا أعلم أن هذا لا يجوز، وأنه يجب علي أن أحمد الله على كل النعم التي أنعم بها علي.
لا أعلم كيف أحل هذه المشكلة؟ وأحاول قدر المستطاع أن أقترب من الله سبحانه وتعالى، وأنا أصلي الصلاة في وقتها، وأقرأ القرآن، وأحفظ القرآن، ولكن هذا الشعور مهما حاولت محوه من عقلي لا يمكنني! فأريد المساعدة،
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ماريا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله تعالى لك دوام الصحة والعافية.
أولا: الحمد لله على استقامتك في أداء الصلاة وقراءة القرآن، فهذا توفيق من الله عز وجل.
ثانيا: ما تشعرين به ربما يكون من أعراض القلق الاجتماعي، ونقصان الثقة بالنفس، والحمد لله أن درجة الأعراض تعتبر خفيفة ويمكن السيطرة عليها، إذ ما زلت تخرجين، فالأعراض الشديدة تمنع صاحبها من الخروج تماما.
فنقول لك: إذا كان سبب هذا الضيق عند ملاقاة الناس، يرجع للمقارنة بينك وبين الأخريات في الجمال وغيره من الصفات؛ فهذا يتطلب تغيير المعايير والمقاييس التي تقيسين بها هذه الصفات، فالجمال شيء نسبي، أي: ما يراه غيرك جميل قد ترين أنه غير ذلك، والعكس صحيح، فقد يعجب الإنسان بصفة واحدة في شخص تطغى هذه الصفة على بقية الصفات، والمهم في ذلك كله هو التركيز على الصفات التي تكون ملازمة للشخص ولا تذبل، كرجاحة العقل والأخلاق والتدين، لأن الأشكال مهما كانت جميلة فإنها قابلة للتغيير والزوال بمرور الزمن.
فأول خطوة للخروج من هذه الدائرة المفرغة: هي أن تقارني نفسك بمن هم أقل منك في الأمور الشكلية والدنيوية، وبمن هم أعلى منك في الأمور الجوهرية الدينية.
ثانيا: أن يكون معيارك للنظر للآخرين هو التقوى، كما جاء في معنى الحديث الشريف أن الله تعالى لا ينظر إلى صورنا وأشكالنا، وإنما ينظر إلى قلوبنا وأعمالنا. قال (ﷺ): إن الله لا ينظر إلى أجسادكم، ولا إلى صوركم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأشار بأصابعه إلى صدره.
ثالثا: ركزي على ما تتمتعين به من قدرات ومهارات وإيجابيات شخصية، ولا تركزي على العيوب، واعلمي أن لكل عيوب ونواقص، ولا يوجد إنسان كامل إلا من اصطفاهم الله تعالى.
رابعا: لا تترددي في الخروج وملاقاة الناس الذين يشعرونك بقيمتك وقيمة نفسك، من خلال الصحبة الصالحة والرفقة الطيبة.
خامسا: اختاري لك قدوة تقتدين بها، وليس هناك أفضل من أمهات المؤمنين والصحابيات المكرمات -رضي الله عنهن-، فإن في سيرتهن الأسوة والقدوة الحسنة.
نسأل الله لك التوفيق والسداد.