السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا بعمر 23 سنة، وأعاني من عدم التركيز في الدراسة، أشعر أني في عالم مختلف، وأنسى بسرعة.
علما بأن ذاكرتي كانت جيدة جدا، كنت أحفظ البيت الشعري من مرة واحدة، والآن فقدت حفظي.
وأيضا أعاني من القلق والخوف والتفكير بأشياء نسبة حدوثها ضئيلة جدا، وأعاني أيضا من القولون العصبي، فعندما أفكر بشيء سلبي يأتيني ضيق نفس.
أفيدوني جزاكم الله خيرا، فأنا في ضيق وكرب.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أنت تذكر في رسالتك أنك بعمر 23 عاما، وأنك تعاني من عدم القدرة على التركيز في الدراسة، كما ذكرت أنك تعاني من فقدان الحرص، وأيضا بعض علامات القلق والخوف والتفكير في أشياء نسبة حدوثها ضعيفة جدا، كما ذكرت أيضا أنك تعاني من القولون العصبي.
أخي: مجموعة الأفكار والخوف والقلق والقولون العصبي تندرج في مجملها فيما يسمى في الطب النفسي بأعراض القلق، أو اضطرابات القلق، وتأتي بأعراض مختلفة وبمسميات مختلفة وأشكال مختلفة، كما أن لها تصنيفات أيضا داخل تصنيف مرض أو اضطرابات القلق، ولكن هي في مجملها تؤثر على الطالب في دراسته؛ وذلك لأنها تؤثر على التركيز، وبالتالي تؤثر على عملية الحرص.
لذلك نصيحتي الأولى لك هي: من المهم جدا أن تقابل طبيبا في البداية، حتى يتأكد أن هذه الأعراض ليست فقط أعراضا نفسية، وحتى يتأكد أنه لا يوجد ما يسبب هذه الأعراض أي من الأمراض العضوية؛ وذلك بعمل بعض الكشف الطبي، وبعض الفحوصات الأساسية العادية، التي بواسطتها يتم اكتشاف بعض الاضطرابات في الهرمونات، أو في بعض الأمراض العضوية.
أمراض القلق من الأمراض الشائعة فلا تخف منها، فهي يمكن التخلص منها إذا تم تشخيصها بطريقة سليمة، ووضع الخطة العلاجية لها. وهناك الكثير من العلاجات، سواء كانت العلاجات الدوائية المضادة للقلق، والتي يمكن أن يتم بواسطتها التحكم في هذه الأعراض، وبالتالي تساعدك على الاستمرار في الدراسة بشكل جيد، واستعادة قدراتك على الحرص، وبالتالي التوفيق -إن شاء الله- في الدراسة.
كما أن هناك أيضا مجموعة من التدخلات العلاجية النفسية، والتي يمكن استخدامها أيضا مع الدواء، أو حتى بدون الأدوية، ولها أيضا نفعها ويمكن من خلالها التحكم في اضطرابات القلق والخوف، وهذه أيضا من العلاجات النفسية المعروفة، وعلى سبيل المثال: هناك ما يسمى بالعلاج النفسي السلوكي الفكري، وهذا النوع من العلاج يساعد كثيرا في التحكم في اضطرابات القلق، وربما يكون لك فيه فائدة كبيرة.
كما أني أيضا أنصحك بالاهتمام بالجوانب الروحية والنفسية في العلاج، وهي تساعد كثيرا على التخلص من الخوف والقلق والتفكير في أشياء سلبية، وذلك من خلال ممارسة الشعائر الدينية، والالتزام بقراءة القرآن والذكر، وهذا يساعد كثيرا على التخلص من هذه الأفكار والقلق والخوف.
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعل لك في ذلك الشفاء العاجل.