السؤال
أنا طالب جامعي، في السنة الأخيرة، في أحد التخصصات الدنيوية، وقد من الله علي بالرغبة في دراسة العلم الشرعي، فقررت أن أدرس العلم الشرعي ذاتيا عن بعد، من خلال أحد المعاهد الالكترونية، ولكن قرأت في بعض كتب طلب العلم النهي عن الجمع بين فنين أو علمين؛ لأن ذلك مظنة لعدم الفهم؛ حيث قال أحد الناظمين:
وإن ترد تحصيل فن تممه ... وعن سواه قبل الانتهاء مه
وفي ترادف الفنون المنع جا ...إذ توأمان اجتمعا لن يخرجا
وأنا حقا لا أريد أن أنتظر سنة حتى أكمل عامي الجامعي الأخير، وأرغب في البدء بدراسة العلم الشرعي، وأن أبدأ بمرحلة التأسيس والتأصيل مقرونا مع دراسة العام الجامعي النهائي، فما نصيحتكم لي بهذا الشأن؟
ولدي إشكال آخر، يتمثل في أنني عندما أقرأ بعض الكتب العلمية في العلمي الشرعي؛ أجد أني لا أفهم بعض العبارات والجمل، وهذا يشعرني بالقلق والإحباط، ولا أعرف هل هذا ناتج عن عدم تعودي لأساليب العلماء المتقدمين والمتأخرين، أم أن هناك خللا في فهمي وذكائي وقدراتي؟ وأخاف أن يكون هذا عائقا لي في طلب العلم! وأسأل نفسي هل مع مرور الوقت والاستمرار، والتعود على أسلوب المتون سوف تحصل لي دربة على هذه اللغة العلمية، حتى تصبح معتادة لدي؟ أم أنها سوف تلازمني وتقعدني عن الطلب؟ هذا جعلني أتحدى نفسي أكثر، وأحاول أن أقرأ وأفهم دون الاستعانة بالشروح أو بالسؤال.
صرت أكثر تركيزا حتى عند قراءة المقالات أو النشرات الإخبارية، وصرت لا شعوريا أريد أن أفهم كل عبارة في المقالة أو النشرة بشكل جيد وعميق؛ فإذا وجدت شيئا لا أفهمه فيها أو شيئا غامضا لا يستبين لي أشعر بالقلق!
مع العلم أنني لم أكن من قبل هكذا، فبالنسبة لمثل هذه المقالات أو النشرات كنت أقرأها سريعا، ولم أكن أهتم بالفهم العميق لها، ولا أدقق في كل جملة فيها، بدأت أخال في نفسي أن الجميع يقرأ ويفهم، وأنا الوحيد الذي يعاني من عدم فهم بعض العبارات والجمل والأساليب، فأرشدوني بارك الله لكم.
هل هناك بعض الأدوية التي قد تعينني على التركيز والتخلص من هذا القلق؛ لأني أشعر وكأني أعاني من إرهاق نفسي غير ظاهر أو مبطن.
جزاكم الله خيرا، وأنتظر نصيحتكم وإرشادكم.