السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله كل خير على هذه المنصة الرائعة، وبارك بكم.
أنا فتاة بعمر 22 عاما، أسعى دائما للتقرب من الله سبحانه، ولكن أثناء محاولتي أفشل، ولا أشعر بالطمأنينة عندما أقوم بالصلاة أو قراءة القرآن، وفي الكثير من الأحيان أكون شاردة الذهن، وأفكر كثيرا أثناء قيامي بعبادة معينة، وأشعر أني مقصرة دائما.
لا أجد في نفسي اليقين والإيمان بالله بسبب دخولي لمواقع التواصل؛ لأني أرى كثيرا من الفيديوهات الدينية التي تمدح في الحديث الفلاني والدعاء الفلاني، وهذه العبادة المعينة التي لها فضل كبير، وأنا لا أستطيع القيام بها كلها في نفس اليوم، لأني أدرس، لدي بعض الالتزامات في تطوير نفسي، والسعي لتحقيق حياة كريمة، مثل العمل وبناء فكر يمكنني من أن أكون قادرة على تحمل مسؤولية نفسي، ومسؤولية أسرتي في المستقبل.
لذلك أرجو منكم نصيحتي وإرشادي بعادات يجب على المرأة المسلمة فعلها بشكل يومي، فلا يمر يوم علي إلا وأنجزها، لكي أضمن إنجاز وردي الشرعي من غير تقصير، أرجو تقديم بعض النصائح للتقرب من الله سبحانه وتعالى.
شكرا لكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أبرار حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -أختي الفاضلة- في استشارات إسلام ويب، وأسأل الله أن يوفقنا وإياك لصالح القول والعمل.
أختي الفاضلة: عندما تتعدد المهام وتتشعب الوظائف يكون الإنسان بأمس الحاجة إلى تنظيم وقته، وترتيب المهام بشكل جيد؛ حتى يستطيع أن يؤدي ما عليه من واجبات، ويحقق الاستفادة الكاملة من وقته بما يعود بالنفع عليه، لذلك ننصحك -أختي الفاضلة- بمجموعة نصائح تعينك على أداء ما يجب عليك من مهام، وتضمن لك - بعون الله - الإنجاز بأفضل قدر ممكن.
أولا: عليك بتحديد هدفك الكبير بوضوح، ولا بد أن تحددي أهدافا مرحلية قصيرة المدى تصب في تحقيق هدفك الأكبر، تحديد الأهداف يضمن عدم التشتت والتشعب في مهام مختلفة، أو الانشغال باهتمامات بعيدة عن تحقيق الهدف.
ثانيا: حددي أولوياتك في المهام، وفق معيار المهم والأهم، والقليل والكثير، والمتأخر والمستعجل وهكذا، فكل مهمة لا بد من ضبط الوقت المناسب لقضائها، بحيث لا تطغى على المهام الأخرى.
ثالثا: تجنبي كل ما يفسد عليك ترتيب يومك، أو يسرق عليك الوقت بدون فائدة، سواء الدخول على مواقع التواصل الاجتماعي، أو الإكثار من الخروج في نزهات أو التسوق، أو مرافقة الصديقات، أو مشاهدة التلفاز ونحوه، فهذه الأعمال تستقطع من إنجازك لمهام أخرى، وتسهم في تراكم أو تداخل المهام مما يسبب العجز عن الإنجاز.
رابعا: التدرج في الإنجاز، فلا تدفعك الرغبة في الإنجاز إلى الضغط الشديد على نفسك حتى تشعري بالملل، أو تكرهي الاستمرار، ولكن اكتفي بالمهام الأساسية، ومع الوقت يمكن الزيادة في المهام بقدر مساحة الوقت المتاحة.
خامسا: كوني لك رفقة تتشارك معك في الإنجازات، فالتعاون مع مثيلاتك من الصديقات ممن يتشاركن معك في الإنجاز والاهتمامات والأهداف يساعد بشكل كبير في تحقيق الأهداف، عبر التعاون في التحفيز الجماعي.
أختي الفاضلة، ينبغي أن لا تستعجلي قطف ثمار العمل الصالح، ولا بد أن تحاسبي نفسك أين مكمن الخلل، فقد يبادر الإنسان في الأعمال الصالحة، ولكنه لا يزال يصر على بعض الذنوب التي تذهب أثر التوبة والأعمال على قلبه.
نرشدك -أختي الفاضلة- إلى الاجتهاد في الأعمال القلبية والإكثار منها، ومن أبرزها الدعاء والتضرع بين يدي الله تعالى باستمرار، والإكثار من ذكر الله تعالى مع حضور القلب، وقراءة القرآن بتدبر وفهم للمعاني، كذلك أكثري من مجالس العلم والمواعظ، فإنها ترقق القلوب وتعين على الإنجاز في الحياة.
وفقك الله لما يحب ويرضى.