أجد صعوبة في التخلص من الوسواس القهري، أشيروا علي!

0 34

السؤال

السلام عليكم.

أنا شاب، أبلغ من العمر 16 سنة، بدأ معي الوسواس في الأمور الدينية منذ 7 أشهر تقريبا، وقد أتعبني هذا الوسواس كثيرا، ولكنني في يوم من الأيام قررت أن أقضي على الوسواس الخاص بالطهارة، فقررت أنني حينما أقوم لغسل يدي، فإنني سأقوم بغسلها سريعا، حتى أشعر بأن النجاسة قد زالت عنها، ولا أهتم بعدها بما يأتي في رأسي من أفكار، وفعلا كانت هذه الطريقة ناجحة جدا، وتقريبا اختفى وسواس النجاسة، ولكنه عاد بشكل أخف من السابق.

المشكلة أن الوساوس الأخرى لا تزال تتعبني، وتؤثر علي سلبا، حتى في أمور دراستي.

أنا أجد صعوبة في أن أجد في بلدي طبيبا نفسيا، ملتزما دينيا؛ لذا توجهت إليكم، وأريد دواء يساعدني على التخلص من هذه الوسواس.

كما أنني أحتاج لتفسير حالة عدم خروج الحروف أثناء قراءة القرآن بطريقة صحيحة، أو عدم سماعها؟

في النهاية أنا أنصح كل من بدأت عنده أعراض الوسواس أن يعرض عنها؛ لأنها من الممكن أن تدمره نفسيا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ هادي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك عبر إسلام ويب، ونشكر لك تواصلك معنا بهذا السؤال.

نعم –أخي الفاضل– من الواضح أنك تعاني من الوسواس القهري منذ سبعة أشهر، ولقد نجحت بشكل جيد في مقاومة الأفكار القهرية المتعلقة بالنجاسة، وهذا أمر طيب، وما قمت به يدخل تحت ما يسمى بالعلاج السلوكي.

طبعا أنت تعرف، ولعلك قرأت أن الوسواس القهري عبارة عن أفكار قهرية ليست تحت إرادتك، تقتحم عقلك، تحاول دفعها، إلا أنها تصر على إصدار الأوامر إليك، أو التحذير من أنك لم تكمل وضوءك، أو لم تكمل صلاتك، أو غيرها من الأفكار القهرية، وكلما حاولت دفع هذه الأفكار فإنها تأتي إليك.

من الواضح –كما ذكرت– أنك استطعت التخلص من الأفكار القهرية المتعلقة بالنجاسة، إلا أنك تعاني الآن من الأفكار القهرية المتعلقة بالدين، وهذا أمر شائع، ودعني أقول هنا أن هذا ليس دليلا على ضعف إيمانك، بل على العكس هذا دليل على حرصك على إتمام عباداتك بشكل المناسب، ويسمى هذا (صريح الإيمان) كما أخبر بذلك النبي (ﷺ).

أخي الفاضل: يمكنك أيضا هنا أن تقوم بتجاهل مثل هذه الأفكار القهرية المتعلقة بالدين، وهي لها أشكال مختلفة، وإذا لم تنجح في هذا فقد أصبح علاج الوسواس القهري متوفرا، وعندكم في بلادكم -فرج الله عنها- أطباء نفسيون، وأخصائيون نفسيون، والأخصائي النفسي يمكن أن يقدم لك العلاج عن طريق جلسات فيها حوار ونقاش، وهو ما نسميه بالعلاج المعرفي السلوكي، بينما الطبيب النفسي يمكن أن يقدم لك أيضا هذا العلاج النفسي، ولكن يمكن أن يضيف إليه أحد الأدوية النفسية.

وأنت قد ذكرت صعوبة أن تجد طبيبا ملتزما -بالصورة التي ترجوها-، ولكن بالتأكيد ستجد أطباء لديهم الحد المقبول من التدين، ولديهم الكفاءة اللازمة بإذن الله، وإذا تعذر عليك العثور على طبيب نفسي، أو أخصائي نفسي –وإن كنت أستبعد هذا، فهم متوفرون –، فما عليك إلا بما نصحت به في آخر سؤالك، فقد نصحت الناس بالإعراض عن أعراض وأفكار الوسواس القهري.

وبخصوص ما ذكرته حول: (كما أنني أحتاج لتفسير حالة عدم خروج الحروف أثناء قراءة القرآن بطريقة صحيحة، أو عدم سماعها؟)، فنرجو المزيد من التوضيح حول هذا الأمر، وما هي الحروف التي تجد صعوبة في نطقها، وما هي الصورة التي تخرج عليها، وذلك ليتسنى لنا الرد عليك بطريقة صحيحة.

داعيا الله تعالى لك بتمام الصحة والعافية، والتوفيق في دراستك.

مواد ذات صلة

الاستشارات