زيفت حقيقة عمري في مواقع التواصل وأخاف قول الحقيقة!

0 34

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا ولد، عمري 16 سنة، انتحلت شخصية ولد عمره 10 سنوات على مواقع التواصل الاجتماعي، بدون سبب، وكونت صداقات بتلك الشخصية المزيفة، وأخاف أن أقول لهم الحقيقة، فماذا أفعل؟ أريد أن أتوب وينتهي كل شيء بدون أن يعرف أحد ذلك.

أرجو المساعدة، وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ يوسف حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أولا، أود أن أثني عليك لتقديرك لأهمية التعامل مع هذه المسألة، ورغبتك في إصلاحها، والاعتراف بالخطأ، والرغبة في التصحيح خطوة كبيرة نحو النمو الشخصي، والتطور الروحي.

في ديننا تعتبر التوبة فرصة للعودة إلى الطريق الصحيح، وتصحيح الأخطاء؛ والله تعالى يقول في كتابه الكريم: (قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ۚ إن الله يغفر الذنوب جميعا ۚ إنه هو الغفور الرحيم) [الزمر: 53]. وهذه الآية تشجع على الرجوع إلى الله، وطلب المغفرة بغض النظر عن حجم الخطأ.

بالنسبة لموقفك، إليك بعض الخطوات التي يمكنك اتخاذها:

1. الرجوع إلى الله بالتوبة، وهي تشمل الندم على ما فعلت، والعزم على عدم العودة إلى ذلك الفعل، والإقلاع عنه فورا.

2. بما أنك قلق بشأن الإفصاح عن الحقيقة خوفا من الأذى أو الإحراج، فكر في طرق يمكنك بها تقليل التفاعل مع هذه الشخصيات تدريجيا، وبطريقة طبيعية، بدلا من الكشف المفاجئ عن الحقيقة؛ وقد تكون هذه الطريقة أقل إثارة للقلق لك وللآخرين.

فمثلا: إذا كنت تسيء للآخرين (بواسطة هذه الشخصية) فاطلب منهم المسامحة (بنفس تلك الشخصية)، واعمل على تسوية الأوضاع مع الآخرين، بحيث إذا قررت إلغاء كل هذه الحسابات المرتبطة بهذه الشخصية، تكون قد عملت على تحسين وتصحيح الصورة أمام الآخرين.

3. اعتبر هذه التجربة فرصة للتعلم والنمو، وفكر في سبب قيامك بهذا الفعل، وما يمكنك فعله لمنع تكرار هذا السلوك في المستقبل.

4. إذا شعرت بأنك تحتاج إلى المساعدة للتغلب على هذا الوضع، فلا تتردد في البحث عن الدعم من شخص تثق به، سواء كان صديقا، أو فردا من العائلة، أو مستشارا.

5. تذكر أن الأعمال الصالحة تمحو السيئات، وفكر في كيفية استثمار وقتك وجهودك في أعمال تعود بالنفع على نفسك وعلى الآخرين.

6. مواقع التواصل الاجتماعي تهدر الكثير من الأوقات، فكن حذرا في التعامل معها، واحرص على ما ينفعك، مثل دراستك، وتنظيم وقتك، وتعلم مهارات تنفعك في دينك ودنياك، كأن تضع لنفسك أهدافا وتسعى للوصول إليها؛ حتى لا تسرق مواقع التواصل عمرك وتجد نفسك لم تنجز شيئا مستقبلا.

تذكر دائما أن الخطأ فرصة للتعلم، وليس نهاية المطاف، وأن الإسلام يعلمنا الرحمة، والصفح، والتوبة، وبالتوبة الصادقة والعزم على التحسين يمكنك تجاوز هذه المرحلة، والنمو منها.

وفقك الله.

مواد ذات صلة

الاستشارات