السؤال
السلام عليكم.
بداية، أنتم تعرفون مرحلة الثانوية العامة، وما يترتب عليها.
أنا فتاة، أدرس في مرحلة التوجيهي، وكما هو معروف أيضا أن الطلاب في هذه المرحلة يستفسرون من الطلبة الذين سبقوهم في أداء الاختبارات، أو أنهم اجتازوا تلك المرحلة ليستفيدوا من تجربتهم، ومعرفة طبيعة الأسئلة التي اختبروا فيها.
وهناك شاب على وسائل التواصل الاجتماعي يجيب على أسئلة الطلاب التوجيهي، وأريد أن أسأله عن شيء متعلق بهذه السنة، وأريد معرفة حكم ذلك.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مجهولة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -ابنتنا العزيزة- في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله تعالى لك التوفيق والسداد، وأن يقدر لك الخير، ويبلغك أقصى ما تتمنينه من التفوق والنجاح، ونشكر لك همتك العالية في الاستفادة من العلوم، والحرص على التفوق والتميز، ونرجو لك أن توفقي لما ينفعك في دنياك وآخرتك.
وسؤالك هذا -أيتها البنت الكريمة- دليل على فطنتك وذكائك، وحرصك على سلامة دينك، فنسأل الله تعالى أن يزيدك هدى وصلاحا.
ونصيحتنا لك -ابنتنا العزيزة-: أن تكوني على غاية الحذر من الخطوات التي يحاول الشيطان أن يفتحها أمامك، والأبواب التي يفتحها لك، وإن حاول أن يظهرها في أول الأمر بمظهر السلامة والنقاء؛ فإنه حريص كل الحرص على استدراج الإنسان خطوة بخطوة حتى يوصله إلى ما لا تحمد عاقبته، ولهذا حذرنا الله تعالى أبلغ التحذير من الاغترار بخطوات الشيطان، فقال سبحانه وتعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر} [النور: 21].
وقد أخبر النبي (ﷺ) أن أعظم الفتن التي يتعرض لها الإنسان المؤمن في هذه الحياة فتنة الرجل بالمرأة والمرأة بالرجل، ولهذا جاءت الشريعة الإسلامية بتدابير عديدة، وتوجيهات كثيرة، المقصود منها حفظ الرجل والمرأة قبل أن يقعا فريسة لإغواء الشيطان.
ومن هذه التوجيهات سد أبواب التواصل إلا بحذر شديد، فنهى الله سبحانه وتعالى المرأة أن تتكلم أمام الرجل الأجنبي بكلام فيه خضوع ولين، قال سبحانه وتعالى موجها الخطاب لأمهات المؤمنين -وهن أطهر النساء-: {فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض} [الأحزاب: 32]، وأمر سبحانه وتعالى بما شرعه نبينا (ﷺ)، أمر بالحذر من كل أسباب الفتنة، فنهى عن الخلوة بين الرجل والمرأة الأجنبية، ونهى أن تلمس المرأة رجلا أجنبيا عنها، وأمر الرجال بغض البصر، وأمر النساء أيضا بغض البصر.
فكل هذه التدابير الشرعية المقصود منها حفظ الرجل وحفظ المرأة من الوقوع في هذه الفتنة، ولهذا وإن كنا لا نستطيع أن نقول: بأن مجرد السؤال بالكيفية التي ذكرتها أنت في استشارتك أن مجرد السؤال حرام، ولكن نخشى عليك أن تكون خطوات متقدمة أو خطوات أولى للوصول بعد ذلك إلى ما يحذر ويخشى.
فإذا أردت الاستفادة، وكان لا بد من هذا، وليس ثمة ما يعوضك عنها؛ فننصحك بأن يكون كلامك مع هذا الشاب عن طريق أحد أقاربك من محارمك؛ كإخوانك، أو أبيك، أو أمك، أو نحوهم، لا أن تراسليه أنت مباشرة، فإذا فعلت ذلك كنت -إن شاء الله تعالى- في دائرة الأمان، مرضية لربك، محافظة على نفسك.
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يلهمك الرشاد، ويوفقك لكل خير، ويصرف عنك كل سوء ومكروه.