السؤال
لسلام عليكم.
أعاني من وسواس الموت والمرض منذ فترة، ومع الوقت أصبحت أعاني من تعب في المعدة والقولون بدون أي مقدمات، وأشعر دائما في منطقة المعدة برعشة، الكثير عرض علي الذهاب لطبيب نفسي ومخ وأعصاب، وبالفعل ذهبت، وكتب لي علاج الفافرين، ودواء آخر ثلاثيا للوسواس القهري.
المشكلة مع أول جرعة شعرت بذبذبات قوية في كامل جسدي، ورعشة ورجفة قوية، وانسياب الأعصاب مع وجع شديد في فم المعدة، وكأن مركز الحس كله يتجمع في منطقة فم المعدة، لدرجة أصبحت أشعر بالخوف والتوتر بدون أي مقدمات.
أنا في حالة حيرة وتوتر وقلق، وتجشوء من المعدة، وقولون عصبي، وعدم تركيز، وانشغال ما بين تعب الجهاز الهضمي، وتعبي النفسي.
فهل أدوية الوساوس تسبب سخونة في أطراف الجسم، أو ذبذبات قوية؟ مع العلم أنها أول جرعة.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أشكرك على رسالتك واستشارتك التي اطلعت عليها اليوم، والتي ذكرت فيها أنك تعاني من الوسواس أو وسواس الموت والمرض كما ذكرت، ويصاحب ذلك بعض التعب والأعراض في المعدة والقولون، وذكرت أنك عرضت نفسك على الطبيب النفسي، وتم تشخيص حالتك، وبدأت العلاج مع دواء الفافرين ودواء آخر ثلاثيا للوسواس القهري، هذه كلها خطوات إيجابية، وأتمنى -إن شاء الله- أن يكون في ذلك العلاج لهذا الوسواس.
فالوسواس من الأمراض النفسية أو الاضطرابات العصبية المعروفة والتي تحدث كثيرا، وعادة عندما تصنفها كجزء من أمراض القلق يأتي معها بعض الأعراض العضوية مثل: التعب في القولون، أو بعض الأعراض في المعدة، بدأ العلاج خطوة إيجابية.
أما شعورك بحدوث ذبذبات قوية في كامل الجسم، ورعشة عند استخدام الجرعة الأولى من العلاج، فقد يكون هذا شيئا طبيعيا من الخوف والقلق من العلاج، ولكن جرعة واحدة ليست كافية إلى أن تخلق أي نوع من المشاكل، فالاستمرار في العلاج هو مهم جدا، خاصة أن أدوية الوساوس والقلق هذه تأخذ وقتا حتى تأتي بنتائجها.
أما سؤالك عن موضوع حدوث سخونة في أطراف الجسم، أو ذبذبات من أول جرعة، فهذه ليست من الأعراض الجانبية للدواء، ولكن قد تكون هي أيضا من أعراض القلق، عموما نصيحتي لك هي أنك طالما قد بدأت في العلاج الطبي، فلا بد من الانتظام فيه، والاستمرار عليه، وبعض أنواع هذه الأدوية تحدث معها زيادة في القلق في الفترة الأولى من العلاج، ولكنها بعد حوالي أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع تبدأ نتائجها، وتبدأ هذه الأعراض كلها في التلاشي قليلا قليلا إلى أن تتخلص منها كلها -إن شاء الله-.
كما أنصحك أيضا في هذه الفترة أن تتأكد من خلال الطبيب العام أنه قد تم إجراء فحوصات كاملة حتى موضوع المعدة؛ حتى لا تكون هذه الأعراض فقط مربوطة بالمرض النفسي، أحيانا بعض اضطرابات المعدة تحدث إما مع المرض النفسي أو حتى لوحدها، وقد تكون هي أيضا مسببة لبعض هذه الأعراض، فلا بد من التأكد منها من خلال فحوصات طبية، خاصة أمراضا مثل: جرثومة المعدة وخلافه، والتي قد تسبب بعض هذه الأعراض مثل: التجشؤ الذي ذكرته.
عموما أيضا من المهم جدا أن يصاحب موضوع العلاج الطبي بعض النصائح الأخرى المهمة، وهي الانتظام في الطعام، والانتظام في برامج الحياة الاجتماعية العامة، وأن تأخذ قسطا من الراحة، والانتظام في برامج رياضية تساعد على الاستشفاء، كما أنصحك بالاهتمام بالجوانب الروحية والدينية في حياتك، فهي من المسائل التي تساعد على التخلص من الأفكار والوساوس، وتساعد على تصفية الروح والنفس، ولا شك أن هذه الأيام، وهذا الشهر الكريم فيه فرصة جيدة للاهتمام بتلاوة القرآن، والذكر الحكيم.
وللفائدة راجع الاستشارات المرتبطة: (2413811 - 2209566 - 2281190 - 2353544 - 2419484)؟
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعل لك فيه الخير الكثير.