بعض الشباب يستفزوننا للكلام معهم .. كيف نتصرف؟

0 11

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله

لدي مشكلة منذ سنتين، كنت ألعب مع الأولاد، وكان يوجد شاب يحب صديقتي، وفي مرحلة بدأ الأولاد يقولون ألقابا سيئة، لم نكن ندركها وقتها، وكان هناك بعض الألقاب لم نفهم معناها، وتوقفنا عن الذهاب واللعب معهم منذ ذلك الوقت.

بعد فتره ذهبت أنا وصديقتي إلى درس جديد -لأن المدرسين الذين كنا نأخذ عندهم الدرس ليسوا جيدين- وهذا الدرس مختلط، وطريق العودة إلى منزلنا طريق واحد.

أنا وصديقتي تبنا وأصبحنا صالحات، إلا أن بعض الشباب لم يتغير، وفي طريق العودة كانوا يقولون بصوت مرتفع اسم الشاب الذي كان يحب صديقتي، رغم أنهم يعلمون أن ذلك الشاب يذهب من طريق آخر، ولكن هذا من أجل استفزازنا، وأنا لا أحب ذلك؛ لأني أصبحت أفضل وكبرت، ولا أعلم ماذا أفعل، فأنا أشعر بالحرج.

لا أجد أحدا منهم لأشرح له الأمر وأخبره بأن عليهم أن يتوقفوا عن ذلك، ويكونوا أحسن وأفضل من هذا السلوك، وأخاف أن يفكروا في شيء سيئ، أو أن يكون هذا خطأ مني، لذلك أريد حلا، وفي نفس الوقت لا يمكنني ترك الدرس، فأنا في مرحلة الشهادة الثانوية، وسيأخذ الأمر الكثير من الوقت، فأرجو منكم الرد.

كما أني أعرف فتاة زميلة -لا تعتبر صديقة- قالت ذات مرة إنها مرتبطة وتعرف شابا، فقلت لها إني لا أفعل ذلك لأنه حرام، وأنكرت عليها، ولم أملك من الوقت لشرح الموقف، وهذا الأمر حدث منذ مدة، وأفكر في أن أنصحها، لكن لا أعرف كيف أنصحها، لأنها ليست صديقتي، ولا نتحدث كثيرا، ومنذ ذلك أشعر بالرغبة في نصحها، ولكني أرى أني ليس لدي الأسلوب المقنع، فكيف أنصحها؟ وكيف أبدأ التحدث معها؟ هل علي أن أتركها وشأنها؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Logy حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -بنتنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، ونسأل الله أن يتوب علينا وعليكم، إنه هو التواب الرحيم.

سعدنا لأنك رجعت وتبت أنت وصديقتك عن وجودكما مع الأولاد، وخير شيء للفتاة أن تبتعد عن الرجال، والشريعة باعدت بين أنفاس النساء والرجال حتى في صفوف الصلاة، فجعلت خير صفوف النساء آخرها لبعدها عن الرجال، (خير ‌صفوف ‌الرجال أولها وشرها آخرها، وخير صفوف النساء آخرها وشرها أولها).

عليه أرجو أن تجتهدي جهدك وصديقاتك في البعد عن الشباب، وإذا أردتن شيئا في الدراسة فينبغي أن يكون بينكن، فالأصل أن الشاب إذا احتاج إلى مساعدة في الدرس يذهب إلى شاب مثله، وكذلك الفتاة، تسأل زميلاتها وأخواتها، ولا تحاول الكلام مع الشباب، أو فتح هذا الباب معهم، لأن الشيطان يحرص على الشر وإذا فتح الباب بين الفتيات والشباب فإن هذا الباب يصعب بعد ذلك إغلاقه، ويظل الشاب يخاف ويحذر من المرأة حتى تعطيه الضوء الأخضر كما يقال.

لذلك لما تسمعن هذا الاستفزاز فإن أحسن علاج هو التطنيش والإهمال وعدم الالتفات له، لأنكن إذا حاولتن أن تتكلمن فهذا ما يريده الشباب، يريدون أن يجعلوكن تتحدثن معهم، ولذلك ذكر قصة ذلك الشاب والقصة التي حصلت قبل سنتين أو أكثر؛ أرجو ألا تهتمين لكلامهم، واجتهدي دائما أنت والصديقة والصديقات في البعد عن أماكنهم، وعدم الاهتمام بكلامهم، وعدم الالتفات لهم؛ فإن هذا هو أحسن أسلوب، إذا أردتن أن يسكتوا ويتوقفوا عن مثل هذه الأشياء.

أما بالنسبة للصديقة التي أخبرتك بأنها على علاقة وأنت تريدين أن تنصحي لها: فأنت الآن أمام خيارين: إما أن يكون حديثا عاما عن خطورة مثل هذه الأشياء، وبعد ذلك ستدخل معك في الحوار، فتبينين لها أهمية أن تبتعد الفتاة عن الشباب؛ لأن فيهم الذئاب، وأن تحرص الطالبة المسلمة على ألا تقبل بكل ما يلتفت إليه إلا إذا جاء من الباب، وقابل محارمها وأهلها، وطلبها بطريقة رسمية، وألا تلتفت للعابثين من الشباب، ولا تجاريهم، ولا تقدم لهم التنازلات، بالكلام، أو في الضحكات، أو في المجاملة؛ لأن هذا الباب إذا فتح يصعب بعد ذلك على الفتاة أن تغلق هذا الباب.

إذا كان لتلك الصديقة صديقة صالحة تعرفينها أنسب منك في إيصال النصح؛ فلا مانع من إخبارها لتقوم بالنصح، يعني: أحيانا الإنسان يرى إنسانا على مخالفة، لكن يعتقد أنه ليس الشخص المناسب لتقديم النصح، ولكن هذه الزميلة لها صديقة مثلا أنت على مقربة منها، يمكن أن تطالبيها أن تنصح لصديقتها، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يعينك على الخير، وأن يبرم لأمة النبي (ﷺ) أمر رشد تكون فيه الطالبات وحدهن في أماكن الدراسة، بعيدا عن الشباب.

أنا أريد أن أقول: حتى البلاد الغربية أدركت خطورة هذا الاختلاط الذي يحصل في بعض أماكن التعليم على الطرفين، بل على العملية التعليمية وعلى مستقبل البلاد والعباد.

نسأل الله تبارك وتعالى أن يردنا إلى كتابه وإلى هدي نبيه (ﷺ) ردا جميلا.

مواد ذات صلة

الاستشارات