عدم التفوق في الدراسة رغم بذل الوسع..هل له حل؟

0 15

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا طالبة في الصف الثالث الثانوي، علمي علوم، وأحب مواد هذه الشعبة، ولكني أعاني من عدم التوفيق في الدراسة؛ فأنا أبذل ما بوسعي، ولكن درجاتي ضعيفة، وهذه سببت لي مشاكل عائلية، فأصبحوا يكرهونني ويدعون علي بالموت، ودائما أصلي ولا أترك فرضا -الحمد لله- وأدعو الله، ولكن لا شيء يتغير، فهل هذا بلاء من الله أم ماذا؟ أريد حلا لهذه المشكلة.

أرجو الرد وشكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ خلود حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أولا، نشعر بالأسف لسماع ما تمرين به من صعوبات دراسية ومشاكل عائلية، من المهم أن تعلمي أن الصعوبات التي تواجهينها في الدراسة والضغوطات العائلية التي تعانين منها ليست دليلا على بلاء أو غضب من الله؛ فالله تعالى يقول في كتابه العزيز: "لا يكلف الله نفسا إلا وسعها" (البقرة: 286). وهذا يعني أن الله يعطينا التحديات التي نستطيع تحملها، ومن خلالها يمكن أن ننمو ونتطور؛ فوجود المشاكل في حياتنا هو جزء من تطور ونمو شخصيتنا، نرجو أن تنظري لمشكلتك من هذه الزاوية، وأن تعتبري هذه المشكلة نوعا من التحدي، وأنك قادرة على مواجهة هذا التحدي.

وهذه بعض النقاط المساعدة:
- ربما يكون من المفيد التحدث مع مستشار تعليمي أو أكاديمي لتحليل أسلوبك في الدراسة، واكتشاف المجالات التي يمكن تحسينها.

- يمكن أن تكون هناك طرق دراسة معينة تناسبك أكثر من غيرها، مثل الدراسة الجماعية، استخدام البطاقات التعليمية، أو تكرار المعلومات بصوت عال.

- التنظيم الجيد للوقت، وتحديد أولويات المهام، يمكن أن يساعد في تحسين الأداء الأكاديمي.

- لا تيأسي من روح الله، والجئي إلى الدعاء والصلاة لتحقيق السكينة والثقة بالله، استمري في الدعاء والتضرع إلى الله تعالى ليفرج همك وييسر أمرك. ﴿وٱسۡتعینوا۟ بٱلصبۡر وٱلصلوٰةۚ وإنها لكبیرة إلا على ٱلۡخـٰشعین﴾ [البقرة ٤٥].

- الإيمان بالقضاء والقدر، وأن كل شيء بيد الله، وأن ما يصيبنا لم يكن ليخطئنا، وما يخطئنا لم يكن ليصيبنا، وأن هذه المشاكل (أو ما يمكن أن نسميها بابتلاءات) هي محض تربية لنفوسنا، واختبار لقدرتنا على التعامل الواعي معها. ﴿وهو ٱلذی جعلكمۡ خلـٰۤىٕف ٱلۡأرۡض ورفع بعۡضكمۡ فوۡق بعۡضࣲ درجـٰتࣲ لیبۡلوكمۡ فی ماۤ ءاتىٰكمۡۗ إن ربك سریع ٱلۡعقاب وإنهۥ لغفورࣱ رحیمۢ﴾ [الأنعام ١٦٥].

- الاستشارة والتواصل مع أشخاص حكماء وفهماء في مجتمعك، قد يساعد في توجيهك وإرشادك في كيفية التعامل مع الضغوطات الدراسية والعائلية.

من المهم أيضا التحدث عن مشاعرك والصعوبات التي تواجهينها مع شخص تثقين به، سواء كانت صديقة، مرشدا نفسيا، أو شخصا من العائلة يتفهمك. التواصل والحديث عن المشاعر يمكن أن يكون مريحا ومساعدا.

أسأل الله أن يفرج همك ويسهل أمورك ويعينك على مواجهة التحديات بصبر وثبات.

مواد ذات صلة

الاستشارات