معيار الزواج، الجمال وأمور أخرى

0 0

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا شاب بعمر 30 عاما، رزقني الله وحباني بكثير من الصفات التي تميزني عن غيري، من: علم، وعمل، وذكاء، وشخصية، ووسامة، وهذا كله من فضل ربي علي.

أحاول جاهدا أن أكون ملتزما بديني، أنجح أحيانا، وأفشل أحيانا أخرى، عائلتي عائلة محافظة، وملتزمة، وقد تربيت على الالتزام، وحب الدين والتدين، وعلى الحلال والحرام.

منذ ٤ سنوات بدأ أهلي برحلة البحث عن الزوجة المناسبة لي، وقد عرضوا علي عدة فتيات من أهل الالتزام والدين، ولكني لم أجد رغبة في أي منهن، أنا مهتم أيضا بالجمال، والشخصية الأنثوية الجميلة، ولم أوفق في هذه الرحلة بالعثور على هذه الفتاة المناسبة، التي تحقق لدي هذه الرغبة، أبحث بالمقام الأول عن المرأة الصالحة، ثم عن الجمال، وباقي الصفات الأخرى، ولكنني أجمل منها بكثير، وهذا ما يجعلني أتطلع للبحث عن الأفضل.

في أحد الأيام وقعت بالصدفة على حساب إحدى الفتيات غير المحجبات، وقد أرسلت لها طلب صداقة -مع أني لا أرضى هذا الفعل، ولا أراه صحيحا-، ولكني أعجبت بشكلها وجمالها من أول مرة، ومع الأيام حدث تعارف هاتفي بيننا، -وللأسف- وقعنا في شباك الحب، وعرضت عليها الزواج، ووافقت.

هذه الفتاة حققت عندي كل رغباتي بالجمال، والشخصية الجميلة، وما إلى هنالك من صفات جميلة لدى الأنثى، وفي نفس الوقت هي لا تشبهنا أبدا من حيث التدين، والالتزام، والأفعال التي تربينا عليها، فهي من بيئة منفتحة جدا، وغير متدينة إلا قليلا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Ayman حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ولدنا الحبيب- في استشارات إسلام ويب، ونشكر لك تواصلك معنا، ونسأل الله تعالى أن يقدر لك الخير، ويختار لك أرشد الأمور وأحسنها.

ما ذكرته -أيها الحبيب- من أنك تبحث عن فتاة جميلة، أو تبالغ في اشتراط هذا الوصف، هو أمر فطري لدى النفوس البشرية، فالنفس تبحث عن الجمال، وتسعى إليه، وتحب الجمال، والشرع الإسلامي لم يعارض هذه الرغبة، ولم يحاربها، وأخبرنا النبي -صلى الله عليه وسلم- بأن الناس ينكحون لأسباب عديدة، ومن هذه الأسباب الجمال، فقال: (تنكح المرأة لمالها، ولحسبها، ولجمالها)، ولكنه أرشد -عليه الصلاة والسلام- إلى الصفة التي تؤثر إيجابيا على الزواج، فالزواج عشرة طويلة، وتترتب عليه أمور كثيرة، فالمرأة التي تختارها لتكون زوجة هي ربة بيتك، وهي سكن نفسك، وهي أم أولادك والمربية لهم، والمؤتمنة عليهم، وهي الحافظة أيضا لمالك ولبيتك، وهي البارة، والطائعة لزوجها، والقائمة بحقه وخدمته، فهذه الأعمال الكثيرة، والمصالح العديدة التي تنشأ عن الزواج، خير ما يبعث عليها، ويضمن وجودها واستمرارها، هو التدين الصحيح لدى المرأة، ولهذا قال -عليه الصلاة والسلام-: (فاظفر بذات الدين).

وهذا لا يعني ألا تهتم بموضوع الجمال، بإمكانك -بإذن الله تعالى- أن تبحث عن فتاة تجد فيها الأمرين معا، ولكن قد تتنازل قليلا عن المبالغة في اشتراط الجمال، هذا إذا تأملت الأمر جيدا، وأعطيت الأمور حقها من النظر والتفكير، حينها ستدرك أن الجمال الناقص قليلا عن طلبك، مع توفر الصفات الأخرى التي تحقق بها الأغراض التي ذكرناها، هي أولى لك، وأفضل بلا شك، لحصول الاستقرار في الزواج، وتحصيل المنافع المترتبة عليه.

أما المرأة التي ليس لديها من الدين ما يدفعها نحو خوف الله تعالى في حق زوجها، ومراعاة حقوقه، والقيام بحقه، فإن الحياة لن تكون معها مستقرة بقدر ذاك الاستقرار مع المرأة المتدينة، وهذا كله إرشاد من النبي -صلى الله عليه وسلم-، إلى ما هو أفضل وأحسن، وإلا فإنه يجوز لك أن تتزوج المرأة ما دامت مسلمة، وإن كانت متصفة بنقص في تدينها.

الحل والحرمة شيء، وهل هي الخيار الأفضل؟ شيء آخر، فننصحك بإعادة النظر، واستخارة الله سبحانه وتعالى، ومشاورة العقلاء من أهلك، وسيهديك الله تعالى لأرشد أمورك، نسأل الله تعالى أن يقدر لك الخير.

مواد ذات صلة

الاستشارات