السؤال
أختي مريضة نفسيا بمتلازمة ثنائية القطب، وتحت العلاج، وأنجبت طفلة، ولكن للأسف عاملتها بعنف شديد، فكانت تضربها أحيانا، وتشدها من شعرها، ومن أرجلها، وأحيانا أخرى تعاملها بلطف، وتخاف عليها خوفا مرضيا إذا غابت عن أعينها.
في طفولتها كانت أحيانا ترفض أن ترضعها، وترفض أن تعتني بها، وحقيقة قامت بتربيتها جدتها، وحتى الآن تقوم بكل أمورها من رعاية وعناية، ومذاكرة، وهي الآن بالمدرسة، ولكن للأسف تأثرت الطفلة بمعاملة أمها فأصبحت عصبية ومتقلبة المزاج، ويعاني جميع من في المنزل في تقويمها.
أبو الطفلة موجود، ولكن سافر للاغتراب بالخارج، وهو الآن عائد من السفر، هل نستطيع أن نعطيها مانعا للحمل دون علم زوجها؟ خصوصا أنه لا يعترف بمرضها، ويريد أن يذهب بها إلى شيوخ غير ثقات لمعالجة ما بها من الذين يعالجون بالتمائم وغيرها.
أختي تتناول أدوية، منها الاريبرازول والاولانزابين، نرجو إفادتنا، لأننا لا نريد أن نقع في معصية، والله وحده يعلم ما عانته أسرتنا من جراء إنجاب هذه الطفلة، وما تزال تعانيه هذه الطفلة من جراء مرض أمها.
جزاكم الله عنا خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سلمى حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك في الموقع، وشكرا لك على الاهتمام بأمر هذه الأخت الشقيقة، ونسأل الله أن يعينكم على القيام بواجبكم تجاه هذه الطفلة، وبالنصح لها، والنصح لزوج هذه الشقيقة، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.
قد أسعدنا رفضكم للذهاب للدجالين، أما إذا وجد راق شرعي يقيم الرقية الشرعية على قواعدها وضوابطها؛ فلا مانع من الذهاب إليه، وأرجو أيضا أن تشجعوه على أن يستشير طبيبة مختصة أو طبيبا مختصا لمثل هذه الأمور، وعليكم أن تنقلوا له أيضا الصعوبات التي واجهتكم في تربية بنته، التي نتمنى أيضا أن يتحمل مسؤوليته تجاهها، ونسأل الله أن يعينكم على الخير.
المهم الموضوع يحتاج إلى أن يعالج بحكمة، ويحتاج إلى أن تبرزوا لزوجها التقارير الطبية الواضحة، وأيضا من المهم إذا أراد أن يذهب للرقية الشرعية فعليه أن يذهب إلى أهلها المختصين، فإن الذهاب إلى من يعالج بالتمائم ويعالج بالكهانة والدجل وهذه الأمور المحرمة؛ هذا من الخطورة بمكان.
أيضا من المهم أن نعرف آثار هذه الأدوية التي تتناولها على الجنين لو حصل حمل مثلا وبماذا ينصح الأطباء، نتمنى بكل هدوء أن تسألوا أهل الاختصاص، ثم توصلوا ما عندهم إلى هذا الزوج، ونسأل الله أن يعينكم على الخير.
أما فعل شيء من وراء الزوج دون علمه؛ فهذا لا نستطيع أن نوافق عليه، وأيضا لابد أن يكون هذا الشيء بقرار طبي، الأطباء هم الذين يحددون هل يمكن أن تنجب وتنجح في القيام بواجباتها أم لا يمكن، هذا قرار حتى الأطباء لابد أن تكون لجنة طبية ممن عندهم ثوابت شرعية، وممن يخافون الله، هم من يقررون، وبعد ذلك يخبرون الزوج أو الزوجة بالقرار الصحيح الذي ينبغي أن يتخذ.
ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والهداية.