السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا عمري 15 عاما، أريد الإجابة على هذه الأسئلة.
منذ سنة واحدة فقط كنت أبحث على فيسبوك، ووجدت قروبا ملهما في كل شيء، في الدين، والمجالات المهنية، وعرفت معنى الحياة، ولماذا خلقنا الله؟ فبدأت أبحث في الدين والمجالات المهنية وغيرها، ولكن منذ أن بدأت وأنا أدور في دائرة مغلقة، لم أفعل شيئا، ولم أتقدم، فقط أضع خططا ومشاريع ولا أفعلها، وأخاف أن أموت وأنا هكذا، ولم أعد للجنة شيئا، ماذا أفعل لأتخلص من الشتات والتراكمات؟ أريد حلا أرجوكم.
أريد طلب علم شرعي، ولكن لا أعلم من أين أبدأ! هناك تشتت كبير، وخصوصا أني دخلت برنامجين دينيين، ويوجد تراكمات كبيرة، وأضيع الوقت كثيرا، ولا أعلم هل أخرج من البرنامجين وأبحث عن برنامج حر يناسبني، أم أظل وأحاول الاستدراك، أم ماذا؟
كيف أنظم حياتي؟ لدي مشاريع كثيرة أريد فعلها، مثل دورات في مجالات مهنية، وغير العلم الشرعي، وطلبات والدتي مني، وترتيب البيت، فكيف أنظم ولا أقصر في أي جانب؟
أريد التقدم حتى ولو خطوات بسيطة، أريد أن أشعر بأني قريبة من الله، لقد أهلكتني التراكمات والتشتتات، تعبت وأنا على هذه الحالة! أدور منذ فترة ولا أفعل شيئا!
بارك الله فيكم ووفقكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ منة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمرحبا بك - ابنتنا الفاضلة - في الموقع، ونشكر لك هذا الهم والهمة، ونسأل الله -تبارك وتعالى- أن يلهمك السداد والرشاد، ونبشرك بأن فرص النجاح أمامك طويلة، فاستعيني بالله -تبارك وتعالى- وتوكلي عليه.
واحرصي دائما قبل الإقدام على أي أمر سؤال أهل الاختصاص، وأولى من تقومين بسؤالهم من حولك من الوالدين والمدرسات اللاتي أعلم بمستوى طالباتهن، والإنسان إذا وضع هدفا لا بد أن يكون الهدف متناسبا مع قدراته، لا بد أن يكون هذا الهدف متدرجا، وأنت -ولله الحمد- دخلت إلى مجال يدعو إلى الخير، لكن لا بد من ترتيب الأمور، ولا بد قبل ذلك من الإخلاص لله -تبارك وتعالى- والاستعانة به، والتوكل عليه.
وتعوذي بالله من العجز والكسل؛ فإن العجز نقص في التخطيط، والكسل نقص في التنفيذ؛ فالإنسان يستعين بالله -تبارك وتعالى- واعلمي أن هذه البرامج تحتاج إلى أن يستشير الإنسان؛ فالذي يريد أن يؤسس عمارة يركز على الأساس، ثم يمشي وفق خطوات، فلا يمكن أن يبني الدور العشرين وهو لم يبن الأدوار الأولى التي يقوم عليها طابق العشرين.
فلذلك نتمنى في كل شيء أن تستشيري العالمات الداعيات، في مسألة العلم الشرعي تستشيرين لتعلمي أن المطلب الأول هو ما يصحح به الإنسان عقيدته وعبادته وتعامله، ثم لا بد من حفظ كتاب الله -تبارك وتعالى- أو ما تيسر منه، ثم بعد ذلك تبحثين في الأمور بحسب أهميتها وحسب حاجتك إليها، وكذلك في البرامج الحياتية والمهارات والأشياء المهنية؛ هذه أيضا ينبغي أن تتناسب مع سنوات العمر، وأن لا يكون ذلك على حساب الدراسة الرئيسية الرسمية؛ لأن هذه الدراسة تعطي مؤهلات، وهي درجات لا بد للإنسان أن يمر بها، ومناهج التعليم قام عليها فطاحل في التربية وفي التعليم، الإنسان يجتهد في أن يتفوق مدرسيا.
وتنظيم الحياة يحتاج إلى جدول، جدول محدد فيه أوقات للراحة، وفيه أوقات للعبادة، وأوقات لتكوني إلى جوار الوالدة، واعلمي أن الوجود مع الوالدة ومساعدة الوالدة؛ هذه دورات مهمة، وتطبيقات عملية لدورات مهنية وأدوار تقوم بها المرأة في بيتها.
سعدنا بإرادة التقدم، وإرادة الخير، وهذا كله دليل على الخير، لكن دائما شاوري واستخيري، فلن يندم من يستخير، ولن يفشل من يستشير من حوله من العقلاء ومن يكبره في السن. نسأل الله أن يزيدك من فضله، وليس هناك داع للقلق، وأنت -ولله الحمد- بدأت، ومن سار على الدرب وصل.
نسأل الله أن يعينك على الخير، وأن يلهمك السداد والرشاد، ونحن سعداء بهذه الاستشارة من ابنتنا في هذا العمر، ونسأل الله أن يعينك على الخير.