منطوية وأنام وأستيقظ على حزن شديد يمزقني، فما علاج حالتي؟

0 34

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

منذ فترة زمنية بعيدة كنت أجلس مع العائلة وفجأة شعرت بأني أختنق وأموت، وظهرت لدي بعض الأعراض، ومنها: تسارع النبضات، رعشة، ضيق التنفس، فقدان الشهية، والخوف من الموت.

أصبت بها ولا أعلم السبب، وتعافيت بعدها، وبعد موت أبي فجأة -منذ ست سنوات- أصبحت تلازمني الحالة إلى اليوم، عاد لي وسواس الموت مع الاكتئاب، وتوقفت حياتي، وضعف تركزي، وقل نومي، اضطربت حياتي كلها، في الصباح أشعر بالحزن بشكل شديد، وكأن شيئا يقبض على قلبي وبقوة، كل تفكيري لماذا نفعل كل شيء ونحن سوف نموت؟ لماذا ندرس؟ ولماذا ولماذا؟

أدمنت الإنترنت حتى تأذت عيني، أدمنته لأنه الوحيد الذي يخرجني من جو الاكتئاب والحزن والخوف، حتى ولو حصل ما يسعدني أنام وأستيقظ على حزن شديد يمزقني، عند سماع خبر وفاة أي شخص يأتيني ضيق شديد وأشعر بأعراض مختلفة منها: ضيق التنفس، وهبوط الضغط، رعشة، وخوف، وقلق.

أعيش في قوقعة، وحيدة حزينة على نفسي، لا أعلم هل ستعود سعادتي وشغفي وحب الحياة! عندما أرى حياة صديقاتي الطبيعية وشغفهن بالحاة ينتابني الحزن الشديد، كل يومي ضائع بالتفكير بالموت، لا يتوقف عقلي عن التفكير بالموت والخوف من الموت.

مشاعر الحزن لدي غير طبيعية، فأنا أعاني من اكتئاب ووسواس الخوف من الموت منذ 6 سنوات، ولم أجد الحل حتى الآن، أنا في بلد الطبيب النفسي لدينا يصرف المهدئات والمنومات فقط، وأنا لا أحتاجها، بل أريد العودة لشغفي وعائلتي، لا أحد يعلم بما أعانيه، فأنا وحيدة ومتعبة، وأريد عودة حياتي طبيعية.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Roza حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك -أختنا الفاضلة- في موقع إسلام ويب، ونشكر لك تواصلك معنا بهذا السؤال.

من الواضح أنك تصفين العديد من أعراض الاكتئاب النفسي، والتي ذكرت منها اضطراب النوم والشعور بالحزن الشديد، وخاصة في فترة الصباح، فهذا عرض واضح من أعراض الاكتئاب، كذلك شعورك بالانقباض في القلب والوحدة والبكاء، وربما الشعور باليأس، والتفكير الدائم والمستمر في الموت وأفكار الموت.

أختي الفاضلة: من الواضح أن هذه –وربما أعراض أخرى لديك– إنما هي أعراض للاكتئاب السريري، ومما يزيد هذا الاكتئاب وهذه الأعراض أمران لاحظتهما في سؤالك: الأول أنك لا تعملين، فوقت الفراغ يدعو الإنسان إلى الانطواء والانسحاب، وربما بعض الأفكار السلبية.

الأمر الثاني: ما أسميته إدمان الإنترنت والشبكة، ومن المعروف أن زيادة استعمال وسائل التواصل الاجتماعي والإنترنت يزيد من شعور الإنسان بالاكتئاب، وخاصة عند الفتيات الشابات؛ حيث إنهن يشاهدن الناس الآخرين والفتيات الأخريات ينعمن بالحياة بشغف، مما يزيد من عزلة هذه الفتاة –أي أنت–، ومما يضاعف عندك شدة هذا الاكتئاب.

أختي الفاضلة: من الأفكار الخاطئة المنتشرة أن العيادات النفسية إنما تصف مهدئات ومنومات فقط، لا، العيادة النفسية هي عيادة طبية يحاول فيها الطبيب النفسي أخذ الشكوى والتعرف على الأعراض، ومن ثم وضع التشخيص الدقيق، ومن ثم وضع الخطة العلاجية، وفي حالتك هذه إذا تأكد للطبيب النفسي أنه اكتئاب نفسي -وهذا ما أعتقده-، فإنه سيشرح لك عن الاكتئاب وأسبابه، ربما أيضا له علاقة بوفاة الوالد –رحمه الله تعالى– ولكن الطبيب النفسي سيصف لك علاجا للاكتئاب، سواء العلاج الدوائي بأحد مضادات الاكتئاب، والتي لا تسبب الإدمان، وربما أحد العلاجات النفسية عن طريق الحديث والكلام، أو كلا العلاجين معا.

الأمر الجيد هنا أن هذه الأدوية المضادة للاكتئاب ستعالج لديك الاكتئاب، ولكن في نفس تكرر الأسئلة عندك حول الموت، إن كانت أفكارا وسواسية قهرية فنفس الدواء سيعينك على التخلص من هذه الأفكار المتكررة القهرية.

أختي الفاضلة: ليس هناك ما يمنع -وخاصة أنك في سن الشباب- من أن تتعافي مما أنت فيه، وتعودي مقبلة على الحياة بشغف وهمة، ومما يعيننا أيضا أننا في هذا الشهر الفضيل، شهر رمضان المبارك، هو شهر تغيير العادات والسلوك والمشاعر، لنكون أقرب إلى الله عز وجل، وفي نفس الوقت نعتني بهذه النفس التي وهبنا الله إياها عن طريق التداوي والعلاج.

فأنصحك بأن لا تترددي أو تتخوفي من أخذ موعد مع الطبيب النفسي، ليفعل كل ما ذكرته لك في جوابي هذا، وليصف لك الدواء المناسب.

داعيا الله تعالى لك براحة الصدر، وتمام الهمة والنشاط، والتعافي من الاكتئاب السريري، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مواد ذات صلة

الاستشارات