السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا شخص لدي عائلة كبيرة مكونة من إخوة وأبناء عمومة، وابن عمي الكبير زوجته لها بنت من زوجها الأول، وقلبي متعلق بها، والفتاة أصغر مني بسبع سنوات، وهناك خلافات كثيرة بين زوج أمها (ابن عمي الأكبر) وأبويه وإخوته، وهم كثر نساء ورجالا، وأمها لديها خلافات مع حماتها وحماها وأخوات زوجها، وأنا متعلق بها ونيتي الزواج بها في المستقبل، ولكني خائف من الخلافات الكبيرة بيننا.
أخشى أن تزداد القطيعة بيننا بسبب هذا الأمر مستقبلا، وأنا لا أريد القطيعة، ولا أريد أن يكون زواجي سببا لقطيعة الرحم، لا أكلم الفتاة، ولكن لدي النية -إن شاء الله- في خطبتها في السنوات المقبلة، فهل أتراجع عن ذلك بسبب ما يمكن أن يحدث من خلافات أو قطيعة رحم؟
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -ولدنا الحبيب- في استشارات إسلام ويب، نشكر لك تواصلك بالموقع، ونصيحتنا لك في الوقت الراهن أن تصرف قلبك عن التعلق بهذه الفتاة، ما دمت لن تستطيع الزواج بها الآن، أو ما دمت غير مقبل على الزواج في هذه المرحلة، فمن الخير الكثير لك في دينك ودنياك أن تقطع تعلق قلبك بها، فإنك لا تدري ما الذي يحدث في مستقبل الأيام.
فإذا كنت حريصا على إراحة نفسك وإسعادها فذلك يقتضي أن تجاهد نفسك لصرف التعلق عن هذه الفتاة، حتى إذا جاء وقت الزواج ورأيت من نفسك القدرة والاستعداد للزواج، فحينها تنظر فيمن تصلح لك ويشتهيها قلبك، فتتزوج، فإن التعلق والغرام باب عذاب وشقاء، ربما لم تذقه أنت إلى الآن، ولكنك إذا أرخيت العنان لنفسك؛ فإنك ربما تعاني آلاما تريد أن تتخلص منها فيشق عليك ذلك.
لهذا نحن ننصحك الآن نصيحة نرجو أن تأخذها بجد وحزم، وهي أن تقطع قلبك عن التعلق بهذه الفتاة، وتذكر نفسك بأسباب كثيرة تدعوك إلى عدم التعلق، منها: ما ذكرته أنت في استشارتك، من احتمال وجود مشكلات كثيرة بهذا الزواج، ومنها ما أنت فيه أصلا من الظرف الذي يدعوك إلى تأخير الزواج، وربما طرأت أمور تحول بينك وبين الزواج بهذه الفتاة، ومنها أنه في المستقبل ربما تطرأ عليك من هي أولى بالتعلق بها من هذه الفتاة، وخير لك في دينك ودنياك.
إلى غير ذلك من الأسباب التي لو استحضرتها أعانتك على قطع التعلق بهذه الفتاة، فهذه نصيحتنا التي ينبغي أن تأخذ بها الآن.
أما بخصوص ما سألت عنه وهو أن زواجك بهذه الفتاة هل هو سبب لقطيعة الرحم أو لا؟ فإذا عملت بنصيحتنا وجاء الوقت المناسب للزواج، وكنت لا تزال متعلقا بهذه الفتاة ويمكنك التزوج بها؛ فحينها تستخير الله تعالى، وتتزوج بها، فإن الزواج في الغالب يكون من أسباب التراحم والتناصر والتقارب بين الأسر، فالنسب لحمة والصهر والمصاهرة يقوم مقامه أيضا، فيحصل بين الناس من التقارب والتآلف بسبب الزواج ما لا يحصل بدونه، وهذا في غالب أحوال الناس، وقد يكون الأمر بخلاف ذلك، لكن لا نريد أن تخوض في هذه التفاصيل، لأن الوقت لم يحن بعد، فنرجو أن تكون مجتهدا في أن تحرص في الوقت الحاضر على ما ينفعك، وهذه وصية النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: (احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجز).
نسأل الله تعالى أن يوفقك لكل خير.