كيف أتخلص من سيطرة الهلع ووساوس الموت؟

0 28

السؤال

السلام عليكم.

منذ شهرين أصابتني أول نوبة هلع وخوف، وأحسست بأني سأموت، وصارت تتكرر، وبعدها أخبروني بأنها نوبات هلع، حاولت التعامل معها، وتجاوزها، لكن هذه النوبات تركت وراءها وسواس الموت، فصرت أشعر بأني سأموت بدون أن يكون هناك أي ألم، وعندما أكون مريضة، وأشعر بألم ما أقول: هذه علامة، وكل يوم أحس بأنه آخر يوم، وأفكر في ملك الموت، وكيف سأموت، وسكرات الموت، وما بعد الموت، وأخاف جدا! وقد حاولت تجاوز الأمر، إلا أنه صار عندي آلام مختلفة في جسمي، وفي الجهة اليسرى من صدري مع ذراعي الأيسر، وأشعر بأن شيئا ما عالق في حلقي، ويعيق تنفسي.

ذهبت للمستشفى، وأخبروني بأنه ليس لدي مشكلة في القلب، وأجريت تحليلا للدم، وكشفت لدى طبيب الحنجرة، وكل النتائج كانت سليمة.

أعلم بأن الأعمار بيد الله، وأنه لا يعلم الغيب إلا الله، لكن الخوف والوساوس يؤثران علي.

في اليوم الأول من رمضان صمت، وعند اقتراب موعد الإفطار شعرت بألم قوي في أعلى بطني، ولم أستطع الأكل، وبعدها حاولت تناول شيء فتقيأت، وبعدها انتظرت قليلا، ثم أكلت في الليل، أشعر بألم في صدري، وفكي، وأحس بأن روحي ستخرج من فمي.

فما توجيهكم لي؟ فقد أتعبني الوسواس جدا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ لولو حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في إسلام ويب، تقبل الله صيامكم، وقيامكم، وطاعاتكم.

أيتها الفاضلة الكريمة: بالفعل نوبات الهرع الشديدة أحد أعراضها هي أن يحس الإنسان بأن المنية قد دنت، وأنه سوف يموت، وهذا عرض نشاهده لدى 70% من الذين يعانون من نوبات الهلع، وقد تختفي هذه الأعراض، لكن يتولد نوع من الخوف من الموت، وهذا هو الذي حدث لك.

النقطة العلمية التي أود أن أبدأ بها هي: أن الأمر لا علاقة له بالموت، وأن هذا مجرد شعور، وعلى العكس وجد أن الذين كانوا يعانون من نوبات الهلع والهرع أعمارهم قد تزيد عن بقية الناس، والأمر هو مجرد شعور مكتسب نتيجة لتجربة سلبية سابقة، وفي هذه الحالة هي نوبة الهلع الشديد.

أرجو أن تطمئني تماما لكلامي هذا، وأرجو أن تتجاهلي هذه الفكرة تماما، وأن تسألي الله تعالى أن يحفظك، وأن يطيل في عمرك بعمل الصالحات، وقطعا الحرص على الصلاة في وقتها، وقراءة الأذكار، وخاصة أذكار الصباح والمساء، وأذكار النوم، وأذكار الاستيقاظ مهمة جدا، وتبعث في الإنسان طمأنينة كبيرة. الذي يظهر لي أصلا أنه لديك شيء من القابلية للقلق والوسوسة، وهذا هو الذي جعل هذه الأعراض -أعراض المخاوف، والخوف من الموت على وجه الخصوص- تنتابك من وقت لآخر.

التجاهل يعتبر علاجا مهما، تطبيق تمارين الاسترخاء، وخاصة تمارين التنفس المتدرجة مفيدة جدا، ومهمة جدا، وتوجد برامج كثيرة على اليوتيوب توضح كيفية ممارسة تمارين الاسترخاء، فأرجو أن تحرصي عليها، وتطبقيها صباحا ومساء لمدة شهر على الأقل، وأريدك أن تشغلي نفسك بما هو مفيد؛ لأن الفراغ يؤدي إلى ظهور الأعراض النفسية السلبية، وخاصة الوسوسة، والقلق التوقعي، والمخاوف.

لكن حين تشغلين نفسك بما يتعلق بدراستك، أو بما يتعلق بالاندماج مع الأسرة، والحرص على صلواتك، والسعي في أن تكوني من المتميزين، وأن ترفهي عن نفسك بما هو طيب وجميل، وهذا كله يضيق الخناق جدا على قلق المخاوف والوساوس، حتى يؤدي إلى اختفائها تماما.

أيتها الفاضلة الكريمة :يمكن أيضا أن تذهبي إلى طبيب الأسرة، أو الطبيب النفسي؛ ليكتب لك أحد الأدوية البسيطة المعروفة بفعاليتها في هذا السياق، كدواء يعرف باسم استالبرام هذا هو اسمه العلمي، ويسمى تجاريا سيبرالكس، وأنت تحتاجين له بجرعة صغيرة جدا، تحتاجين لأن تبدئي بـ 5 مليجرام، أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على 10 مليجرام، تتناولينها لمدة 10 أيام، ثم بعد ذلك تتناولين جرعة 10 مليجرام يوميا، لمدة ثلاثة أشهر، ثم تجعلينها 5 مليجرام يوميا لمدة أسبوعين، ثم 5 مليجرام يوما بعد يوم لمدة 10 أيام، ثم تتوقفين عن تناول الدواء.

الجرعة الكلية للسيبرالكس هي 20 مليجرام يوميا، لكنك لست بحاجة لهذه الجرعة، وأنا أؤكد لك أنه دواء سليم، وفعال، وغير إدماني، ولا يؤثر على الهرمونات النسائية.

وللفائدة راجعي الاستشارات المرتبطة: (2322784 - 2405159 - 2323709).

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وكل عام وأنتم بخير.

مواد ذات صلة

الاستشارات